للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال [الخطيب: حدثني] أبو القاسم قال: كان جدِّي أحمد يختلف إلى أبي بكر الرازي، يقرأ عليه الفقه، وكان يصوم الدهر، ويقرأ [في] كلِّ ليلةٍ سُبْعًا من القرآن بالنهار، ويعيده بالليل في وِرْده، وكانت وفاتُه في ذي القَعدة، [وكان سيدًا صدوقًا ثقةً] وقال رئيس الرؤساء: رأيتُ أبا الحسين القَدوري في المنام متغيِّرَ الوجه -وأشار إلى صعوبة الأمر فقلت: كيفَ حالُ أبي الفرج؟ فأسفر وجهُه، وقرأ: ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ: ٣٧].

تمَّام بن محمد (١)

ابن عبد الله، أبو القاسم، الرازي، إمام ابن إمام، ومُحدِّث ابن محدِّث، ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاث مئة، وسمع خلقًا كثيرًا، وصنَّف كتاب الرهبان وغيره، وتوفي بدمشق، وكان فاضلًا، صدوقًا، ثقةً.

سلطان الدولة (٢)

ابن بهاء الدولة، كان فاتكًا، ظالمًا، سيئَ الرأيِ والتدبير، أراد أن يقبض على أخيه مشرِّفِ الدولة، فقام الأتراكُ ومنعوه، وأخرجوه من بغداد إلى فارس، وجرَتْ له قضايا قد أشرنا إليها، ولمَّا حكم مشرِّفُ الدولة على العراق أقام هو بشيراز، فمرِضَ مرضًا مزمنًا، ومات بشيراز عن اثنتين وثلاثين سنة، ولمَّا وصل خبرُه إلى العراق جمع الوزيرُ المغربيُّ الأتراكَ والدَّيلمَ والعساكرَ ليحلِفوا لمشرِّف الدولة، وكلَّفَ مُشرِّفُ الدولة المرتضى والزَّينبيَّ وقاضي القضاةِ وجماعةً من الأشراف، فاختلفَتْ طائفةٌ من القوم، وظنَّ القادرُ أنَّ التَّخالُفَ إليه، فبعثَ يمنعُ الباقين من الحضور، وأنكر على مَنْ حضر من غير إذنه، وأظهر أنه خارجٌ من بغداد، وأمر بإصلاح الطيَّار والزَّبازب، وبلَغَ مُشرِّفَ الدولة، فعزَّ عليه وقَلِقَ، ولم يعرِفِ السبب، فأُخبِر، فبعثَ إلى القادرِ وحلَفَ له على بُطلانِ ما نُقِلَ، ثم حلف مُشرِّفُ الدولة للخليفة على الطاعة، وحلَفَ له الخليفةُ أيضًا، وكانت اليمينُ يومَ الخميس حادِي عشر صفر.


(١) تاريخ دمشق ١١/ ٤٣ - ٤٥.
(٢) المنتظم ١٥/ ١٦٥. وينظر الكامل / ٣٣٥.