للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين يديه، ثمَّ خلع عليه (١).

وفي شوَّال خرج المعتضد من بغداد فنزل باب الشمَّاسيَّة [في طلب] وَصيف خادم ابن أبي السَّاج وكتم ذلك، فظهر أنه يريد [ديار] مُضَر (٢)، وسار عن بغداد في ذي القعدة، وأتته عيونه أنَّ وصيفًا يريد عين زُرْبة، فقدَّم بين يديه ابنه عليًّا، ثمَّ أتبعه مؤنسًا الخازن، ثمَّ بالقوَّاد، فأدركوا وَصيفًا في عسكره قبل أن يصل إلى عين زُرْبة، فأخذوه أسيرًا، وجاؤوا به، فكان بين مَسير المعتضد من بغداد إلى أن قبض على وصيف بعين زُرْبة والعواصم ستَّة وثلاثون يومًا؛ لأنَّه خرج من بغداد لإحدى عشرة بقيت من ذي القعدة، ثمَّ أقام بعين زُرْبة يومين، وبالمَصِّيصة أيَّامًا، ونزل طَرَسوس فأقام بها أيامًا، ثمَّ رحل إلى أنطاكية فأقام بها أيامًا، ثمَّ جاء إلى حلب، ثمَّ إلى بالِس، ثمَّ إلى الرقَّة، فأقام بها إلى سَلْخ ذي الحجَّة (٣).

وفيها مات محمَّد بن زيد العَلَويّ صاحب طَبَرِسْتان.

وفيها أوقع بدر غلامُ الطَّائيّ بالقرامطة على غرَّة منهم بنواحي رودميسان (٤)، فقتل منهم مَقتلةً عظيمة، ثمَّ تركهم خوفًا على السَّواد أن يخَرب إذ كانوا فلَّاحيه وعمَّاله.

وحجَّ بالنَّاس محمَّد بن عبد الله بن ترنجة (٥).

وفيها توفي

[أحمد بن عمرو]

ابن الضَّحَّاك بن مَخْلد بن مسلم، أبو بكر، القاضي، الشَّيباني، الفقيه.

محدِّثُ بنُ محدِّث بنِ محدِّث، ولي القضاء بأصفهان، وصنَّف في علوم الحديث، وكان مُكثِرًا، وروى عن جدَّيه لأبيه ولأمِّه، أمَّا جدُّه لأبيه فهو أبو عاصم النَّبيل، وأمَّا جدُّه


(١) نشوار المحاضرة ٤/ ١٣٠ - ١٣٢، والفرج بعد الشدة ٢/ ١٠٤ - ١٠٧، وذكره أيضًا ابن الجوزي في المنتظم ١٢/ ٣٢١ - ٣٢٢ في أحداث سنة تسع وسبعين ومئتين.
(٢) ما بين معكوفين زيادة من تاريخ الطبري ١٠/ ٧٩.
(٣) تاريخ الطبري ١٠/ ٧٩ - ٨١، والكامل ٧/ ٤٩٧ - ٤٩٨.
(٤) كذا في النسخ، وفي تاريخ الطبري ١٠/ ٨٢: روذميستان، وفي الكامل ٧/ ٥٠٠: بنواحي ميسان.
(٥) من هنا إلى ذكر وفاة يعقوب بن يوسف بن أيوب ليس في (ف) و (م ١).