للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حرامٌ علينا حَربُ أحمدَ إنني … أرى أحمدًا منا قريبًا أواصِرُه

فإن تكُ فهِرٌ ألَّبتْ وتَجَمَّعتْ … عليه فإن اللَّه لا شكَّ ناصِرُه

فأُسِر يوم بدر، وحضر بين يدي رسول اللَّه ، فقال له: "افْدِ نفْسَك"، قال: ليس لي مال، قال: "فأين رِماحُك التي بجُدَّة (١)؟ "، وكانت ألفَ رُمح لم يعلم بها أحد، فقال له: أشهدُ أنك رسول اللَّه، وفدى نفسه بها، ثم رجع إلى مكة، وأسلم، ثم هاجر بعد ذلك إلى المدينة هو والعبّاس أيام الخندق، وشهد فتح مكة ويومَ حُنين، وثبت مع رسول اللَّه ، وكان عن يمينه، وأعان رسول اللَّه بثلاثة آلاف رُمح.

وقال لما أسلم: [من الطويل]

إليكم إليكم إنني لستُ منكمُ … تَبَرَّأتُ من دين الشّيوخِ الأكابرِ

لعَمريَ ما ديني بشيءٍ أبيعُه … وما أنا إن أسلمتُ يومًا بكافرِ

شهدتُ على أن النبيَّ محمدًا … أتى بالهُدى من ربِّه بالبَصائِرِ

وإن رسولَ اللَّه يدعو إلى التُّقى … وإن رسولَ اللَّه ليس بشاعرِ

على ذاك أحيا ثم أُبعثُ مُوقِنًا … وأُثوى عليه مَيِّتًا في المقابرِ

ولما قدم نوفل والعباس على رسول اللَّه المدينة آخى بينهما، وكانا شَريكَين في الجاهلية، مُتَفاوِضَين [في المال]، مُتَحابَّين مُتصافِيَيْن، وأَقطَعهما رسولُ اللَّه بالمدينة منزِلَيْن متجاوِرَين.

وتوفي نوفل في سنة أربع عشرة بالمدينة بعد استخلاف عمر بسنة وثلاثةِ أشهر، وصلَّى عليه عمر، ومشى في جنازته، ودُفن بالبقيع، وتوفي قبل أخيه أبي سفيان بأربعة أشهر إلا ثلاثة عشر ليلة، وقيل: مات سنة خمس عشرة (٢).

ذكر أولاده: كان له من الولد الحارث وعبد اللَّه والمغيرة وسعيد وعبد الرحمن وربيعة.

فأما الحارث فكان رجلًا على عهد رسول اللَّه ، أسلم مع أَبيه، وصحب رسول اللَّه وروى عنه، واستعمله رسول اللَّه على بعض أعمال مكة، ووُلد له ولدٌ


(١) في (أ) و (خ): الذي تجده، والمثبت من طبقات ابن سعد ٤/ ٤٢، والمنتظم ٤/ ١٨٨.
(٢) انظر في ترجمة نوفل طبقات ابن سعد ٤/ ٤١ - ٤٣، والمعارف ١٢٧، وأنساب الأشراف ٣/ ٣٣٨، والاستيعاب (٢٥٦٥)، والمنتظم ٤/ ١٨٨، والتبيين ٩٩، والإصابة ٣/ ٥٧٧.