للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمساكين، فقالت له زوجته: ألا تَشترى لنا خادمًا؟ قال: [بِمَ؟] قالت: فما فعل ذلك المال؟ فقال: سيأتيك أحوجَ ما تكونين إليه، وله صحبة ورواية ولم يُقب (١).

عُوَيْم بن ساعِدة بن عائِش

أبو عبد الرحمن الأنصاري، من الطبقة الأولى من الأوس، وأمُّه عميرة بنت سالم ابن عَوف، وكان من النَّفَر الثمانية الذين لَقوا رسول اللَّه بمكة قبل العَقَبة الثانية، وأسلموا ثم شهدوا العقبة الثانية، فشهدوا العَقَبتَيْن.

وآخى رسول اللَّه بين عُوَيم وحاطب بنِ أبي بَلْتَعة، وفيه نزل قوله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: ١٠٨].

وهو أوّلُ من استنجى بالماء، وهو أحدُ الرَّجُلَين الذين لقِيا أبا بكر وعمر رضوان اللَّه عليهما يوم السَّقيفة، أسند الحديث عن رسول اللَّه (٢).

عِياض بن غَنْم

ابن زهير بن [أبي] شدّاد بن ربيعة الفِهري، من الطبقة الثالثة من المهاجرين، أسلم قبل الحُدَيبية، وشهدها مع رسول ، وكنيته أبو سعد، وكانت عنده أمّ الحكم بنت أبي سفيان، فلما نزل قوله تعالى: ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾ [الممتحنة: ١٠] طلّقها، فتزوّجها عبد اللَّه بن عثمان الثقفي، فولدت له عبد الرحمن بن أمِّ الحكم.

شهد عياض فُتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص ، وهو من رهط أبي عبيدة ، وله الفتوح الكثيرة بالشام والجزيرة، وهو أولُ مَن جاوزَ دَرْبَ الروم غازيًا، وكان على حمص.

وكان جَوادًا سمحًا، يُعطي ما يَملك لا يعدوه إلى غيره، ولما حَضرتْ أبا عبيدة الوفاةُ ولّاه عملَه الذين كان يليه، فلما نُعي أبو عبيدة إلى عمر استَرجع، وأكثر الترحُّمَ عليه، وقال: من الذي استخلف على عمله؟ قالوا: عِياض، فأَقَرّه.


(١) طبقات ابن سعد ٥/ ٩٠ و ٩/ ٤٠٢، والاستيعاب (٨٧٨)، وتاريخ دمشق ٧/ ٢٧٤ (مخطوط)، وحلية الأولياء ١/ ٢٤٤، والمنتظم ٤/ ٣٠١، والتبيين ٤٥٩، والإصابة ٢/ ٤٨، وما بين معكوفين منها.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٢٤، والاستيعاب (٢٠٣٩)، والاستبصار ٢٧٩، والإصابة ٣/ ٤٤، والسير ١/ ٥٠٣.