للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَهْمَس بن الحسن

أبو (١) عبد الله (٢) القيسي، كان زاهدًا ورعًا، يصلِّي كل يومٍ وليلةٍ ألفَ ركعة، ويقول لنفسه: قومي يا مأوى كلِّ سوء، فوالله ما رضيتك لله ساعة (٣) قط.

وهو من الطبقة الرابعة من أهل البصرة.

وكان يعملُ كلَّ يوم بدانقين في الجصّ، ثم يشتري بهما فاكهةً لأمِّه.

وقال بشر بن الحارث: خرج كهمس ومعه دينار، فسقطَ منه، فطلبَه فوجده، فتركَه وقال: لعلَّه غيرُ ذلك الدينار.

وأكلَ ذات يومٍ سمكًا، فأخذ من حائطِ جاره طينًا فغسلَ به يده، قال: فأنا منذ أربعينَ سنة أبكي على ذلك الطين، كيفَ أخذتُه بغير علمه؟!

وكان يصلِّي حتى يُغْشَى عليه.

وكان مشغولًا بالعبادة وخدمةِ أمِّه، فماتت، فخرج إلى مكَّة فماتَ بها.

أسندَ عن عبد الله بن شقيق العقيلي، وعبد الله بن بُرَيدة، ومصعب بن ثابت، وغيرهم، وكان ثقةً.

الوَضِين بن عطاء

ابن كنانة، أبو كنانة الخزاعي، من الطبقة الخامسة من أهل الشام، كان ضعيفًا في الحديث، ماتَ بدمشق في عشر ذي الحجة سنة تسعٍ وأربعين ومئة، وأصله من بانياس، وسكن كفر سوسية.

وكان بينه وبين المنصور صداقةٌ قديمة قال: فلما وليَ الخلافة وفدتُ عليه، فسألني


(١) في (خ): بن.
(٢) وكناه أبا عبد الله أيضًا أبو نعيم في الحلية ٦/ ٢١١، وابن الجوزي في المنتظم ٨/ ١١٩، ووقع في صفة الصفوة ٣/ ٣١٣: يكنى أبا عبيد الله.
وفي غيرها من مصادر ترجمته أن كنيته أبو الحسن. انظر تهذيب الكمال ٢٤/ ٢٣٢، وسير أعلام النبلاء ٦/ ٣١٦، وتاريخ الإسلام ٣/ ٩٥٤، وتهذيب التهذيب ٣/ ٤٧٦.
(٣) بعدها في (خ): واحدة. وانظر حلية الأولياء ٦/ ٢١١، والمنتظم ٨/ ١١٩، وصفة الصفوة ٣/ ٣١٤.