للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وذكره الخطيب وقال]: وانتهت إليه بالعراق رئاسةُ أصحاب أبي حنيفة، وارتفع جاهُه، وكان عالمًا فاضلًا زاهدًا ورعًا صدوقًا، حسن العبارة في النظر، مُديمًا لتلاوة القرآن.

وتُوفِّي يوم الأحد خامس رجب، ودُفِنَ بداره بدرب [أبي] (١) خلف.

الحسن بن شهاب (٢)

ابن الحسن بن علي بن شهاب، أبو علي، العُكْبَراوي، الحنبلي، ولد بعُكْبَرا في المُحرَّم سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة، وكان فقيهًا، صدوقًا، ثقةً، يُقرئ القرآنَ والنحو، ويقول الشعر، وقال: كسِبْتُ في الوراقة خمسةً وعشرين ألف درهم، كنت أشتري كاغَدًا بخمسة دراهم، فأكتبُ فيه "ديوان المتنبي" في ثلاث ليال، فأبيعه بمئتي درهم.

وكانت وفاتُه ليلةَ النصف من رجب.

الحسن بن عبد الله (٣)

ابن حمدان بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، أبو المطاع، التَّغلبي، ويعرف بذي القرنين ووجيه الدولة، ولي إمرة دمشق سعنة إحدى وأربع مئة، فأقام واليًا عليها ستة أشهر، ثم عزل عنها ووليها لؤلؤ، ثم أُعيد إليها أبو المطاع سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، ثم عزل عنها وأُعيد إليها سعنة خمس عشرة وأربع مئة، وتُوفِّي بدمشق، وقيل: بمصر، وكان شاعرًا فصيحًا، ومن شعره: [من مجزوء الرمل]

مُوعِدي بالبينِ ظنًّا … أنَّني بالبينِ أشقى

ما أرى بين مماتي … وفراقي لك فَرْقا

لا تُهدِّدْني ببَينٍ … لستُ منه أتوقَّى

إنَّما يشقى ببينٍ … منكَ من بعدَكَ يبقى


(١) ما بين حاصرتين من الصادر.
(٢) تاريخ بغداد ٧/ ٣٢٩ - ٣٣٠، والمنتظم ١٥/ ٢٥٧ - ٢٥٨، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٨٦ - ١٨٨. وينظر السير ١٧/ ٥٤٢.
(٣) هكذا ورد اسمه في النسخ، وهو خطأ، فاسمه ذو القرنين بن الحسن … تُنظر ترجمته في تاريخ دمشق ١٧/ ٣٦١ - ٣٦٤، والوافي بالوفيات ٤/ ٤٣٢، والسير ١٧/ ٥١٦ وغيرها.