ابن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ﵁، أبو عبد الله، وقيل: أبو إسماعيل، ويلقب بالصابر، والفاضل، والطاهر، وأشهر ألقابه الصادق.
من الطبقة الخامسة من أهل المدينة.
وأمه أمُّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ﵁.
وكان جعفر مشغولًا بالعبادة عن طلب الرياسة.
قال عمرو بن أبي المقدام: كنتُ إذا رأيت جعفر بن محمد علمتُ أنَّه من سُلالة النبيين.
وقال جعفر لسفيان (١): إذا أنعمَ الله عليك بنعمةٍ فأحببتَ بقاءها ودوامَها فأكثر من الحمد لله والشكر عليها، فإنَّ الله تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧]، وإذا استبطأتَ الرزق فأكثر من الاستغفار، فإنَّ الله يقول في كتابه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾ الآيات [نوح: ١٠ - ١٢] يا سفيان، إذا حزبك أمرٌ من سلطان أو غيره فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم، فإنها مفتاح الفرج، وكنزٌ من كنوز الجنة.
وقال: لا يتم المعروف إلَّا بثلاث؛ بتعجيله، وتصغيره، وستره.
وسئل: لم حرم الله الربا؟ فقال: لئلَّا يتمانع الناسُ المعروف.
وقال بعض أصحاب جعفر: دخلتُ عليه وبين يديه ابنُه موسى وهو يوصيه، فكان مِمَّا حفظتُ من وصيته أن قال: يا بنيّ، احفظ وصيتي، فإنَّك إن حفظتَها عشتَ سعيدًا ومتَّ حميدًا، يا بنيّ، إنَّه من قنع بما قسم الله له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد
(١) في (ب) و (خ): وسفيان. والتصويب من صفة الصفوة ٢/ ١٦٨. وانظر حلية الأولياء ٣/ ١٩٣.