للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرغتَ مما كتبتُ إليك؟ قلت: نعم. قال أبو الزِّناد: وثقُل على سعيد ما حضرتُه يتكلَّم به، فرأيتُه منكسرًا كلَّما رآني (١).

وكان العاملَ في هذه السنة على المدينة ومكة والطائف إبراهيم بنُ هشام، وعلى العراق خالد القَسْريّ، وعلى خُراسان أخوه أسد، وعلى شرطة البصرة مالك بن المنذر بن الجارود، وعلى قضائها ثُمامة بن عبد الله بن أنس (٢).

وفيها توفي

[سالم بن عبد الله]

ابن عمر بن الخطاب ، وكنيتُه أبو عُمر، وقيل: أبو عبد الله.

[وسالم]، من الطبقة الثانية من أهل المدينة، وأمُّه أمُّ ولد [يقال لها: أم سالم].

وكان من خيار قريش وفقهائهم وزُهَّادهم.

وكان عبد الله بنُ عمر يُلام في حبِّه فيقول (٣):

يلومُونني في سالمٍ وألُومُهُمْ … وجِلْدَةُ بينَ العينِ والأنفِ سالمُ

[وقد ذكرناه في ترجمة الحجاج بن يوسف].

وكان أبوه يقبِّلُه ويقول: شيخٌ يقبِّلُ شيخًا، ويقول: أُحبُّه حبَّ الإسلام وحبَّ القرابة.

قال: وكان أبيض الرأس واللحية، وكان قميصه إلى أنصاف ساقيه] (٤).

[وقال مالك بن أنس:] كان سالمٌ يلبس الثوب يساوي درهمين، ولم يكن في زمانه أعبدَ ولا أزهدَ ولا أفقه منه (٥).


(١) تاريخ الطبري ٧/ ٣٥ - ٣٦.
(٢) المصدر السابق ٧/ ٣٩. وهذه الفقرة والقصة قبلها لم تردا في (ص).
(٣) عبارة (ص): وحكى ابن سعد بإسناده عن خالد بن أبي بكر قال: بلغني أن عبد الله بن عمر كان يُلام في حبِّ سالم فيقول … والخبر في "طبقات" ابن سعد ٧/ ١٩٥، وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخه " ٧/ ٢٧، والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(٤) الكلام بين حاصرتين من (ص)، وينظر في المصدر السابق ٧/ ١٩٥ - ١٩٦.
(٥) تاريخ دمشق ٧/ ٢٧ (مصورة دار البشير)، وصفة الصفوة ٢/ ٩١، والمنتظم ٧/ ١١٤.