للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصنَّف، وكان له حظٌّ من النظم والنثر، وكان لا يفتر عن ذكر الله، وقع في بلده نهبٌ فامتنع من أكل اللحم سنين.

ودخل عليه نظام الملك زائرًا له، فقعد بين يديه فوعظه، فكان من جملة ما قال: إنَّ الله قد سلَّطَكَ على عباده فانظر كيف تُجيبه إذا سألك عنهم، وإنما أنت في أضغاث أحلام، وقد رأيتَ مصارع مَنْ تقدَّمك. فبكى نظام الملك.

وكانت وفاة الداودي ببوشنجة.

سمع الحديث من أبي الحسن بن الصلت وأبي عمر بن مهدي وخلقٍ كثير.

وروى عنه أبو الوقت عبد الأول صحيحَ البخاري، وأنشد أبو الوقت من شعره فيما رواه عنه: [من الخفيف]

كان في الاجتماعِ للناس نورٌ … فمضى النورُ وادلهمَّ الظلامُ

فسدَ الناسُ والزمانُ جميعًا … فعلى الناس والزمان السلامُ

عبد السلام بن أحمد (١)

ابن محمد بن عمرو، أبو الغنائم، نقيب الأنصار، ولد سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، وسمع الكثير، ولقي الشيوخ، وتُوفِّي في شعبان، ودُفِنَ بمقبرة جامع المنصور.

أبو الحسن بن علي (٢)

ابن الحسن بن علي بن الطيب، الباخَرْزي، صنَّف "دمية القصر في شعر أهل العصر"، والعماد الكاتب حذا حَذْوَه، فكان الباخَززي فريدَ دهرِه، وله ديوان مشهور، ومن شعره: [من الكامل]

قالوا التحى ومحا الإلهُ جمالهُ … وكساهُ ثوبَ مَذَلَّةٍ ومَحاقِ

كتبَ الزمانُ على محاسِنِ وجههِ … هذا جزاءُ مُعذِّبِ العُشَّاقِ

ومن شعره أيضًا: [من الكامل]


(١) المنتظم ١٦/ ١٦٩.
(٢) معجم الأدباء ١٣/ ٣٣ - ٤٨.