[سافر إلى البلاد، فسمع ببلد نَيسابور إبراهيم بن أبي طالب وطبقته، وبالرَّي محمد بن أيوب البَجَليّ وأقرانه، وببغداد جعفر الفريابي وأمثاله، وبالكوفة عبد الله بن سوار ونُظرائه، وبالبصرة أبا خليفة القاضي، وبالأهواز عَبدان بن أحمد، وبالحجاز أحمد بن يزيد وأمثالهم، و] روى عنه حُفَّاظ نَيسابور وغيرهم.
وكان صائمًا قائمًا،] وأثنى عليه الحاكم، وكان، قَنوعًا، يضرب اللَّبِن لقبور الفقراء، ويُفطر على رغيفٍ وجَزَرة ونحو ذلك، وكانت وفاتُه بنيسابور في جمادى الآخرة عن خمس وتسعين سنة، وأجمعوا عليه.
[وفيها توفي]
[محمد بن الحسين بن عبد الله]
أبو بكر، الآجُرِّي، البغدادي.
كان ديِّنًا، صالحًا، عَفيفًا، حدَّث ببغداد [سنة ثلاثين وثلاث مئة]، ثم انتقل إلى مكة فجاور بها، وصَنَّف الكتب الكثيرة منها: كتاب "العُزْلة" وغيره.
[وروى محمد بن أبي طاهر البزَّاز قال:] لما دخل الحرم استطابه واستحسنه فقال: اللهم أحيني في هذا المكان سنة، فهتف به هاتف: يا أبا بكر لم سنة؟ بل ثلاثين سنة.
[فأقام به ثلاثين سنة] فلما كان في آخر يوم من السنة الثلاثين هتف به هاتف: يا أبا بكر، قد وَفَينا بالوَعْد، فمات في المحرَّم.
[أسند عن خلقٍ كثير، منهم أبو مسلم الكَجِّي وطبقته، وروى عنه محمد بن أبي الفوارس وغيره،] وأجمعوا عليه (١).
[محمد بن الحسين]
أبو الفضل، ابن العَميد، وزير ركن الدولة.
(١) بعدها في (ف م م ١): وقد ذكرنا فيما تقدم من اسمه الآجري، وذكرنا طرفًا من أخباره. وانظر ترجمة الآجري في تاريخ بغداد ٣/ ٣٥، والمنتظم ١٤/ ٢٠٨، وتاريخ الإسلام ٨/ ١٥٣، والسير ١٦/ ١٣٣.