للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ (١): ويحيى بن زبادة هو منشئُ الرِّسالة إلى السُّلْطان صلاح الدين تتضمن العَتْب عليه، وقد أثبتها فيما تقدَّم (٢)، وهي من غُرَر الرَّسائل.

أبو الهيجاء السَّمين (٣)

حسام الدين الكُرْدي. قد ذكرنا أَنَّه قَدِمَ بغداد، وبعثه الخليفةُ إلى هَمَذَان، فلم يتمَّ له أمر، واختلف الأمراء عليه، وتفرَّق عنه أصحابه، فخاف من الخُوارَزْمي، واستحيا أن يعود إلى بغداد، فسار يطلب الشام على دَقُوقا، فلما وصل إليها مرض، وأقام بها أيامًا، فتوفي، و [بلغني أنَّه] (٤) كان نازلًا على تل، فقال: ادفنوني فيه، فحفروا له قبرًا على رأس التَّل، فظهرت بلاطةٌ عليها اسم أبيه، فدفنوه عليه.

[السنة الخامسة والتسعون وخمس مئة]

دخلت هذه السنة والعادل على مارِدِين، وتوفي الملك العزيز في المحرَّم، وكتبت الصَّلاحية إلى الأفضل وهو بصَرْخد ليقدم عليهم، فسار إلى مِصْر، فجعلوه أتابَك ولد العزيز.

قال المصنف : وفيها وقف خالي محيي الدين أبو محمد يوسف [للخليفة في رجب، ومعه قصة ببستان يقال له دولاب البقل] (٤) يذكر فيها ما نال جَدِّي وأهله من الضُّرّ، وكان نجاح الشرابي بين يدي الخليفة، فجاء، فأخذ الورقة، وقال له [الشرابي] (٤): تعال إلى باب البَدْرية، ووقعوا له بالإفراج عنه، فقَدِمَ جَدِّي بغداد في شعبان، وخُلِعَ عليه، وجلس عند تُرْبة أُمِّ الخليفة، وكانت تتعصَّب له، وساعدت في خلاصه، وأنشد جدِّي للشَّريف الرَّضي: [من السريع]

إن كان لي ذنبٌ ولم آته … فاستأنفِ العَفْوَ وَهَبْ ما مضى

[وهذا الشّعْر للرَّضي الموسوي، وقد ذكرناه في ترجمته] (٤).


(١) هو قطب الدين اليونيني، مختصر الكتاب.
(٢) سلفت الرسالة في حوادث سنة (٥٨٣ هـ)، ص ٣٢٥ من الجزء ٢١ من هذا الكتاب.
(٣) سلفت أخباره في هذا الكتاب.
(٤) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).