للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السابعة والسبعون بعد المئتين]

فيها اتَّفق يازمان الخادم مع خمارويه [بن أحمد بن طولون]، ودعا له على المنابر بطرسوس، وسببُه: أنَّ خمارويه استماله ولاطفَه، وبعث إليه بثلاثين ألف دينار، وخمس مئة ثوب، وخمس مئة دابَّة، وسلاحًا كثيرًا، فلمَّا وصل ذلك إليه دعا له على المنابر، فبعث إليه [خمارويه] بعد ذلك بخمسين ألف دينار.

وفيها ولي [يوسف بن] (١) يعقوب بن إسماعيل بنِ حمَّاد بن زيد بن درهم أبو محمد المظالمَ ببغداد، فنادى: مَن كانت له مظلمةٌ ولو عند الأمير أبي أحمد الموفَّق فليحضرْ نُنْصفه منه، فكفَّ النَّاس عن المظالم، وأُطلقت يده، فشكره النَّاس، وحَسُنت سيرتُه.

وقدم على الموفَّق قائد من قوَّاد خمارويه في جيش كبير، ففرح به.

[وفيها] حجَّ بالنَّاس هارون بن محمد الهاشميَّ.

[فصل] وفيها توفي

[أحمد بن عيسى]

أبو سعيد الخرَّاز، الصُّوفي البغداديّ، أحد المشايخ المذكورين بالزُّهد والمُجاهدة، والوَرَع والمُراقبة، وهو من أئمَّة القوم وجِلَّة مشايخهم، وكانوا يعظِّمونه، ويحترمونه، ويعترفون بفضله.

قال الجنيد: لو طالبَنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخرَّاز لهلكنا، قيل له: وعلى أيِّ شيءٍ حاله؟ قال: أقام كذا وكذا سنة يَخرِز، ما فاته الله بين الخَرزتين؛ يعني ذكر الله تعالى.

[ذكر طرف من أخباره وكراماته وواقعاته:

قال الخطيب بإسناده عن العبَّاس بن الشاعر قال: حدثتني تلميذة لأبي سعيد الخرَّاز قالت:] (٢) كنتُ أسألُه مسألةً والإزار بيني وبينه مشدود، فاستفزَّني حلاوة كلامه،


(١) ما بين معكوفين من تاريخ الطبري ١/ ١٨٠، و"الكامل" ٧/ ٤٣٩، و"المنتظم" ١٢/ ٢٨١.
(٢) ما بين معكوفين من (ب) وهو الموافق لما في "تاريخ بغداد" ٥/ ٤٥٦. وفي (خ): وقال تلميذ له: كنت …