للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَلِ الناسَ إني سائلُ الله وحدَه … وصائنُ عِرضي عن فُلانِ وعن فُلِ (١)

وقال آخرُ: [من الرجز]

نادَوهُمُ أن أَلجِموا ألا تا … قالوا جميعًا كلُّهُمْ بلى فا (٢)

أراد: ألا تركبون؟ قالوا: بلى فاركبوا.

وقال آخر: [من الرجز]

قلنا لَها قِفي فقالت قاف (٣)

تريد: وقفتُ.

وقال آخر (٤): [من الرجز]

خرجتُ من عِند زيادِ كالخَرِفْ … تَخُطُّ رِجلايَ بخطٍّ مختلِفْ

تُكتِّبانِ في الطريقِ لامَ الِفْ

ولم يقل لاماً ولا ألفًا، ومن هذا كثير

[ذكر ملوك الحيرة]

وعُمّرت الحيرةُ في زمن عَمْرو بن عدي بن أخت جَذيمةَ الأَبرش، فاتَّخذها منزلاً، فأقامت عامرةً خمسَ مئة سنة إلى أن وضع المسلمون الكوفةَ. وكانت الحيرةُ والأنبار بُنِيا جميعاً في زمن بُختَ نَصَّر، وأقامت الأنبار عامرةً خمس مئة سنة، ولما خَرِبت الحيرة تحوَّلَ أهلها إلى الأنبار.

وأولُ ملوك الحيرة من العرب: مالك بن فَهْم بن غانم بن دَوْس بن الأزد بن غوث ابن نَبْت بن مالك.

وكان بُختَ نصَّر قد أخْرَبَ الحيرة وطرد عنها العرب زماناً، فلما ضَعُف أمرُ الفُرس، قصدها مالك لَمَّا خرج من اليمن مع ولد جَفْنة حين أحسُّوا بسَيْل العَرِم، فملك


(١) ديوانه ص ٢٦، والعقد الفريد ٥/ ٣٥٥.
(٢) ما يجوز للشاعر ص ٣٤٨، وضرائر الشعر ١٨٥ والمصادر فيهما.
(٣) تاويل مشكل القرآن ٢٣٨، وضرورة الشعر للسيرافي ص ٨٩، وضرائر الشعر ١٨٦ والمصادر فيها.
(٤) هو أبو النجم العجلي، والأبيات في ديوانه ١٤١.