للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي بعضُ أصحابه، وأوصى إليه بولده، فكان ينفق عليه مما خلَّفه أبوه و [وكان] (١) الضَّبيُّ [فَطِنًا] (١) يكتب ما ينفق عليه، فمَرِضَ الشيخ فقال للصبي: أيش بقي لك عندي؟ فقال: والله ما لي عندك شيء، لأَن ما ترك أبي أنفقته عليَّ، [فقال: بلى، وأخرج] (١) سبعين دينارًا، وقال: [خذ] (١) هذه [فهي] (١) لك، فإني كنتُ أتَّجر لك بشيءٍ من مالك، وهذه رِبْحُهُ.

وتوفي رجل بدار القَزِّ، وأوصى إليه أن يقسم ميراثه، فأعطى زوجته حَقَّها، وأعطى الباقي ذوي أرحامه، وكان ابن الرُّطبي على التَّرِكات، وعبد الواحد نائبه، فكتَبَ ابنُ الرُّطَبي إلى المسترشد يُخبره بما صنع [وقال: إنه ورث ذوي الأرحام] (٢) فكتَبَ الخليفة: نِعْمَ ما فعل إذْ عَمِلَ بمذهبه، والذَّنْبُ لمن استعملَ حنبليًّا في هذا، وقد عَلِمَ مذهبه.

[وقيل: إنه لم يكن عبد الواحد نائب ابن الرُّطَبي، وإنما توفي رجل حَشْري (٢) بدار القَزّ، وكان ابن الرُّطبي يتولى التَّرِكات، فكَتَبَ إليه ابنُ الرُّطبي بأن يتولى تَرِكَتَهُ، فَفَعَلَ فيها ما فعل] (١).

وتوفي عبدُ الواحد في شعبان، وخَلَّفَ مالًا كثيرًا.

عليُّ بنُ محمد، أبو الحسن العَنْبَري (٣)

ويقال له ابنُ دَوَّاس القَنَا، شاعِرٌ فصيح، أصله من البَصرة، وسكن وَاسِطًا، وتوفي بها.

ومن شعره: [من البسيط]


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) الحشري: هو الميت الذي خلف مالًا، وليس له وارث خاص بقرابة أو نكاح أو ولاء، أو له وارث ذو فرض، ولكنه لا يستغرق جميع المال الذي خلفه ولا عاصب له، فهذا كان ماله يعود لبيت المال، وكان له ديوان خاص به يسمى "المواريث الحشرية"، وقد عمل أبو الفرج الحنبلي بمذهبه فورث ذوي الأرحام، ومن ثم استنكر عليه القاضي ابن الرطبي الشافعي فعله.
وقد تحرفت "حشري" في "المنتظم" و"المنهج الأحمد" إلى حشوي، واعتمدها "محقق؟ " المنهج قائلًا في حشري: وهو من آفات الطبع، فتأمل! انظر "صبح الأعشى": ٣/ ٤٦٠، و"المصباح المنير" (حشر).
(٣) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: ج ٤ / م ١/ ٣٦١ - ٣٦٣ و"الوافي بالوفيات": ٢٢/ ٨٨ - ٨٩، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٥٤.