وفيها سار القرمطي إلى مصر، وسنذكره إن شاء الله في ترجمته في سنة ست وستين وثلاث مئة.
وحج بالناس أبو أحمد النَّقيب العَلَوي [الذي حجَّ بهم في السنة الماضية.
فصل: وفيها توفي
إبراهيم بن محمد بن سَخْتَويه
أبو إسحاق، المُزَكّي، النَّيسابوري.
طاف البلاد، وأنفق على الحديث أموالًا كثيرة. حكى الخطيب عنه أنه قال: أنفقتُ على الحديث بِدَرًا من الدَّنانير، وقدمتُ بغداد في سنة ست عشرة وثلاث مئة لأسمع من ابن صاعد ومعي خمسون ألف درهم بضاعة، فرجعتُ إلى نيسابور ومعي أقلّ من ثُلثها، أنفقتُ ما ذهب منها على أصحاب الحديث.
وقال الخطيب بإسناده عن محمد بن عبد الله الحافظ قال: كان ابن سختويه من العبَّاد المجتهدين الحجَّاجين، المُنفقين على العلماء والمستورين. عُقِد له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، وهو أسود الرأس واللحية، وزُكِّي في تلك السنة، وكان يُعدُّ في مجلسه أربعة عشر مُحَدِّثًا منهم أبو العباس الأصَمّ.
وتوفي بسوسنقين في شعبان، وحُمل في تابوت إلى نَيْسابور فصلَّينا عليه، ودُفن في داره وهو ابن سبع وستين سنة.
وسوسنقين منزل بين هَمذان وساوة.
سمع بنيسابور من محمد بن إسحاق بن خُزيمة وغيره، وببغداد من أبي حامد الحَضْرمي وطبقته، وبسَرْخَس من محمد بن عبد الرحمن الدَّغولي وغيره.
وكان ثَبْتًا، حُجَّة، مُكثرًا، مواصِلًا للحج، روى كُتبًا كبارًا، وكان ثقةً] (١).
(١) هذه الترجمة من (ف م م ١)، وليست في (خ ب)، وإلى نهاية السنة ليس في (ف م م ١). وانظر في ترجمة إبراهيم: تاريخ بغداد ٧/ ١٠٥، والمنتظم ١٤/ ٢١٦، وتاريخ الإسلام ٨/ ٢٠٠، والسير ١٦/ ١٦٣.