للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد كَرَّمَ الله ابنَ دَهْرٍ تَسُودُهُ … وشَرَّفَ يا تاجَ الملوكِ بك الدَّهْرا

وَمَنَّ على هذا الزَّمانِ وأهلِهِ … بأرْوَعَ (١) لا يعصي الزَّمانُ له أَمْرا

إذا قلتُ في تاجِ الملوك قصيدةً … من الشِّعْرِ قالوا قد مَدَحْتَ به الشِّعْرى (٢) (٣)

ولما ولي ولده إسماعيل بعده أحسن السِّياسة والسِّيرةَ، وبَسَطَ العَدْل، وأحسن إلى الأجناد، ورَدَّ التدبير إلى يوسف بن فيروز شِحْنة دمشق حاجب أبيه، وأزال المكوس والضَّمانات والمُؤَن.

وكان أخوه شمس الدولة محمد بن بُوري ببَعْلَبَكّ قد تعرَّض لحِصن اللَّبْوة والرأس، واستنزل منهما من كان أبوه قرَّرهم فيهما، فراسله شمسُ الملوك بإعادتهما إلى مَنْ رَتَّبه أبوه فيهما، فأبى، فخرج من دمشق في ذي القَعدة، ومعه آلاتُ القتال، وورَّى بمكانٍ آخر، ثم سارَ من طريق غير معهود، فنازل الحِصْنَين، ففتحهما، وجاء إلى بَعْلَبكّ، فتحصَّن منه أخوه بالحرامية وغيرهم، فدخل رَبَضَ بعلبك وملكه، وقتل من أهلها مَنْ قاتله، ونَصَبَ المجانيق على القلعة، فلما أَحَسَّ أخوه بالهلاك بَذَلَ له الطَّاعة، وأن يقرَّه على ما كان بيده في أيام بُوري، فأجابه، ووفى له (٤).

عبد الكريم بن حمزة بن الخَضِر، أبو محمد السُّلَمي (٥)

دمشقي، سمع الكثير [ولقي الشيوخ] (٦)، وتوفي بدمشق [سمع أبا بكر الخطيب، وأبا الحسن بن أبي الحديد وغيرهما، وروى عنه الحافظ ابن عساكر وغيره. وقال عبد الكريم: أنشدنا الخطيب، عن رضوان بن الدِّينَوري، عن أبي حاتم الخزاعي، قال: أنشدنا أبو القاسم العِجْلي لنفسه] (٧): [من البسيط]


(١) الأروع من الرجال: الذي يعجبك حسنه. "اللسان" (روع).
(٢) الشِّعْرى: كوكب نير يطلع من الجوزاء. "اللسان" (شعر).
(٣) "ديوان ابن الخياط": ٢٣٤، ٢٣٦، دار صادر بيروت ط ٢/ ١٩٩٤.
(٤) انظر "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٣٧١ - ٣٧٤.
(٥) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١٠/ ٤٢٦ - ٤٢٧، و"العبر" للذهبي: ٤/ ٦٩، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٦٠٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٦) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٧) في (ع) (ح): وتوفي بدمشق، وأنشد لأبي القاسم العجلي. . والمثبت ما بين حاصرتين من (م) (ش).