للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالشام، وببلد النَّاصرة من الساحل مقابل الطُّور على رأس جبل قبر، يقال: إنه قبرُه (١).

وروى الحديث عن رسول الله ، وأخرج له أحمد في (المسند) حديثين، قال أحمد بإسناده عن الشعبي، عن دِحية الكلبيّ قال: قلتُ: يا رسول الله، ألا أحمل لك حمارًا على فَرَس، فيُنتَجَ لك بغلًا فتَركبَه؟ فقال: "إنما يفعل ذلك الذين لا يَعلمون" (٢).

قلت: ولا بأس بذلك في زماننا؛ فإن الدّلدل التي ركبها رسول الله من الحمار، وركبت الصَّحابة البغال، وإنما قال رسول الله ذلك لأن العرب لم تكن تعرفه في ديارها، وكانوا يستقبحونه، وكان عامَّة مراكيبهم الخيل؛ لأنها مُعَدَّة للقتال.

وفيها توفي.

أبو مَسعود البَدْريّ

واسمُه عُقبة بن عَمرو بن ثَعلبة بن أُسَيرة بن عَسِيرة بن عَطِيّة بن جِدارة بن عوف بن الحارث بن الخرزج.

وأبو مَسعود من الطبقة الأولى من الأنصار، وأُمُّه سَلَمة (٣) بنت عازِب بن خالد بن الأَجَشّ بن عبد الله بن عَوف، من قضاعة.

واتّفقوا على أنه شهد العَقَبة مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم، وقد حكاه ابن سعد عن الواقدي.

واختلافوا في شهوده بدرًا، فحكى ابن سعد عن الواقدي أنه قال: لم يشهد أبو مسعود بدرًا، وليس بين أصحابنا في ذلك اختلاف.

قال: ويَقول الكوفيون: إنه شهدها، وليس ذلك بثبت، ولكنه قد شهد أُحدًا وما بعدها من المشاهد (٤).


(١) انظر في ترجمته: المعارف ٣٢٩، والاستيعاب (٦٩٦)، وتاريخ دمشق ٦/ ٤٧ (مخطوط)، وتلقيح فهوم أهل الأثر ١٤١، والسير ٢/ ٥٥٠، والإصابة ١/ ٤٧٣.
(٢) مسند أحمد (١٨٧٩٣).
(٣) في (خ) و (ع): أم سلمة، والمثبت من طبقات ابن سعد ٤/ ٣٥٩.
(٤) طبقات ابن سعد ٤/ ٣٦٠ - ٣٦١.