دخلتُ على المعتصم وهو مريض، فقلت: يا أميرَ المؤمنين أنت في عافية، قال: كيف تقول هذا، وقد سمعت أبي الرشيد يحدِّث عن أبيه المهدي، عن أبيه المنصور، عن جدَّه عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: "من احتجم يوم الخميس فحُمَّ فيه، مات فيه"(١). وقيل: هو موقوف على ابن عباس.
[انتهت سيرة المعتصم والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم].
[أبو حرب المبرقع اليماني]
قد ذكرنَا خروجه في أوَّل هذه السنة بفلسطين، وأنَّ المعتصم جهَّزَ إليه رجاء بن أيوب الحِضاريّ، فهزم أصحابَه، وأسرَه، وقدمَ به على المعتصم، وأنه حبسَه في المطبق، فمات فيه في آخر هذه السنة. وقيل: إنَّه خُنِق.
* * *
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢/ ٧٩٣، وأخرجه الخطيب في تاريخه ٤/ ٥٤٩، لكن من غير طريق إسحاق بن يحيى. قال ابن كثير في البداية والنهاية ١٤/ ٢٨٤ في الحديثين المذكورين: أسند الخطيب البغدادي من طريقه (أي: من طريق المعتصم) حديثين منكرين.