للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبو زياد مولى ثَقيف، ونُصَير أبو موسى بن نُصَير، وابن أخت النَّمِر، ويَسار مولى قَيْس بن مَخْرمة وغيرهم، واستُشهد جماعة من المسلمين في عين التَّمْر نذكر أعيانَهم في آخر السَّنة.

قصة دُومَة الجَنْدَل

ولما فرغ خالد من عين التَّمر استخلف عليها عُويمر بن الكاهن الأَسلمي، وسار إلى دومة الجندل، وكان عليها رئيسان:

أكَيْدر بن عبد الملك والجُوديّ بن ربيعة، فقال أكيدر: أنا أعلم الناس بخالد، لا يرى أحدٌ وجهَه إلا انهزم، فصالِحوه، فأبى الجُوديُّ عليه، فقال: لا حاجةَ لي بقتال خالد، وخرج أكيدر من الحصن، فوقع عليه جندُ خالد فقتلوه، واستنفر الجُوديُّ قبائلَ العرب بَهراء وكَلْب وغسّان وتنوخ والضَّجاعم وأحلافهم، والتقوا، وخرج الجوديُّ من الحصن، فاقتتلوا قتالاً عظيمًا، وأُسِر الجُوديُّ فقُتل، وفُتح الحصن، وسبق خالد ابنةَ الجوديِّ، وكانت موصوفةً بالجمال، وقيل: إنها أُسرت فاشتراها خالد، وأقام بدومَة أيامًا.

قصة الحُصَيد

ولما فتح خالد دومة الجندل تحرَّكت الفُرس عليه، وكاتبهم عربُ الجزيرة، غضبًا لمَن قُتل من أصحاب عقّة وفرسانهم، فرجع خالد إلى الحيرة، وبعث الأقرع بن حابس إلى الأنبار، والقَعقاع بن عمرو إلى مكان يقال له: الحُصيد، وبعث عُروة بن الجَعْد البارقي إلى الخنافس، وفي رواية أن الفرس جَهَّزوا رُوزبة وزَرْمهْر من المدائن يقصدان عين التمر، وكان خالد قد نزل قريبًا من الحيرة، وكان خليفتَه على الجزيرة القعقاع بنُ عمرو، وأنه هو الذي رتّب هذا الترتيب، وسار القعقاع بجيوشه، فالتقى رُوزبه وزرمهر، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وقتل رُوزبه وزرمهر، وانهزمت الفرس، ولم يَشهد خالد أوَّلَ الوَقْعة وأدرك آخرها، وبعث بالغنائم والسبايا إلى المدينة، فاشترى علي بن أبي طالب ابنة ربيعة بن بُجير، فولدت له عُمر ورُقيّة.