أيام اللَّه تعالى، وروي عنه خلاف هذا لما نذكر في ترجمته في سنة اثنتين وثلاثين.
وكان على الطّلائع قَباث بن أَشْيَم، وعلى الأقباض عبد اللَّه بن مسعود، وكان القاري المقدادُ بن الأسود، وقيل: ابن مسعود، قال ابن عباس: وكان رسولُ اللَّه ﷺ قد سنَّ عند لقاء المشركين قراءة سورةِ الأنفال، قال ابن إسحاق: وشهد اليرموك ألفٌ من الصحابة، منهم مئة من أهل بدر وتسع مئة من غيرهم.
وتطاردت الفرسانُ، ونشب القتالُ، فبينما هم على ذلك إذ قدم البريد من المدينة وهو مَحْميةُ بن زُنَيم، فأخذته الخيولُ، وسألوه الخبرَ، فأخبرهم بالسلامة وبوصول المدد، وإنَّما جاء بكتاب عمر رضوان اللَّه عليه إلى أبي عبيدة يُخبره بوفاة أبي بكر، وتولية أبي عبيدة على الناس، فأبلغوه خالدًا، فأسرّ إليه بموت أبي بكر، وأخبره بما قال للجند فقال: أحسنت، وأخذ خالد الكتاب فجعله في كنانته، وخاف إن أظهره أن ينتشر عليه الأمرُ، ويضطربَ النَّاسُ.
قال المصنف ﵀: والأصح أن هذا الكتاب لم يكن فيه عزلُ خالدٍ، وإنما كان فيه وفاةُ أبي بكر، وأنه مات قبل اليرموك بعشر ليال، وإنما عُزِلَ خالدٌ في الكتابِ الثاني لما نذكر.
[قصة جرجة بجيمين]
قال علماء السير: فلما تراءى الفريقان خرج قائدٌ عظيم من قُوادِ الروم يقال له: جَرَجة بن توذرا، فوقف بين الصفين وقال: ليَبْرُز إليَّ خالدٌ بأمان، فبرز إليه وأمّنه، فقال له: يا خالد اصدُقني فإنَ الحرَّ لا يكذبُ، ولا تُخادعني فإن الكريم لا يُخادعُ المسترسل باللَّه، أسألك باللَّه هل أنزل اللَّه على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاه لك، فلا تَسُلُّه على أحد أو على قومٍ إلا هزمتَهم؟ قال: لا، قال. فبم سُمِّيتَ سيف اللَّه؟ فقال خالد: هذا لقبٌ لقَّبني به رسول اللَّه ﷺ لما أسلمتُ فقال: "أنت سيفٌ من سيوف اللَّه سلَّه اللَّه على المشركين" ودعا لي بالنَّصْرِ، فلا ألقى أحدًا إلا هزمتُه. فقال له: يا خالد إلام تدعون؟
قال: إلى شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا عبده ورسوله، والإقرارِ بما جاء من