للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنشد أيضًا: [من الوافر]

شَقِينا بالنَّوى زمنًا فلما … تلاقَينا كأنَّا ما شَقِينا

سَخِطْنا عندما جَنَتِ الليالي … فما زالتْ بنا حتى رَضِينا

سَعِدْنا بالوصَال وكم سُقِينا … بكاساتِ الصُّدودِ وكم ضنينا

فَمَنْ لم يحيَ بعدَ الموتِ يومًا … فانَّا بعد ما مُتْنا حَيِينا

[وقد ذكرنا الأبيات] (١).

وفيها استدعى الخليفةُ ضياءَ الدِّين بن الشَّهْرُزُوري إلى بغداد، وولاه القضاء.

وحجَّ بالنَّاس مُظَفَّر الدِّين وجه السَّبُع.

وفيها توفي

الملك العزيز عثمان (٢)

ابن [يوسف] (١) صلاح الدين، صاحب مِصْر، [وقد ذكرنا أنَّه ولد في سنة سبع وستين وخمس مئة] (١)، كان صلاح الدين يحبُّه، وكان جَوَادًا، سَمْحًا، عادلًا مُنْصفًا، لطيفًا كثير الخير، رفيقًا بالرَّعية، حليمًا.

قال المصنف : حكى لي المبارز سُنْقُر الحلبي ، قال: ضاق ما بيده بمِصْر، فلم يبق بالخزانة دِرْهم ولا دينار، فجاء رجل من أهل الصَّعيد إلى أزكش سيف الدين، فقال: عندي للسُّلْطان عشرة آلاف دينار، ولك ألف دينار، وتوليني قضاء الصَّعيد، فدخل أزكش على العزيز فأخبره، فقال: والله لا بعت دماء المُسْلمين وأموالهم بملك الأرض، وكَتَبَ ورقةً إلى أزكش بألف دينار، وقال: اخرج، فاطرد هذا الدبر، ولولاك لأدَّبته.

وقد ذكرنا أنَّه وَهَبَ دمشق للمعظَّم، وكان يطلق عشرة آلاف دينار وعشرين ألفًا، وكان سببُ وفاته أَنَّه خرج إلى الفيوم يتصيَّد، فَلاحَ له ظبيُّ، فركض خَلْفه [فكبا به


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في: "الكامل": ١٢/ ١٤٠، و"التكملة" للمنذري: ١/ ٣٢٠، و"كتاب الروضتين": ٤/ ٤٤٣، "ووفيات الأَعيان": ٣/ ٢٥١ - ٢٥٣، و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٢٩١ - ٢٩٤، وفيه تتمة مصادر ترجمته.