للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأيديهم. فأُسِروا، فلما وصلوا إلى مَرِّ الظَّهْران، انتزع عبد الله بن طارق يده من القِران، ثم أخذ سيفه واستأخر عن القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه بمرِّ الظهران، وقدموا بخُبَيبٍ وزيدٍ إلى مكة فباعوهما، فأما خُبيب فابتاعه حُجَيرُ بن أبي إهاب التميمي أخو الحارث بن عامر لأمه ليقتله الحارث بن نوفل، وكان خُبيب قتل عامرًا يوم بدر فقتله به، وأما زيد بن الدَّثِنة فقتله صفوان بن أمية (١).

[ذكر ترجمة عاصم]

واسم أبي الأَقلح قَيْسُ بن عِصْمَة بن مالك من بني ضُبيعة، وكُنيَةُ عاصمِ: أبو سليمان، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، وأمه الشَّموس بنت أبي عامر الراهب، وأمها عُميرة بنت الحارث، شهد عاصم بدرًا وأحدًا، وثبت مع رسول الله يوم أحد لما انهزم الناس عنه، وبايعه على الموت، وكان من الرماة المذكورين، وقتَلَ يومَ أحدٍ أصحابَ اللواء مُسافعًا والحارث، وكانت سُلافةُ بنت سعد أُمُّهما نَذَرَتْ أن تشربَ الخمر في قِحْفِ عاصم، وجعلت لمن جاء برأسه مئة ناقة، فلما قال المشركون: إنا لا نريد قتلكم، قال عاصم: أما أنا فلا أقبل جوار مشرك. وجعل يقاتلهم حتى فني نَبْلُه، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقال: اللهمَّ إني سميت دينك أول النهار، فاحم لحمي آخره، فجرح رجلًا وقتل واحدًا وقتلوه، وأرادوا أن يَحزوا رأسه، فبعث الله الدَّبْرَ فحمته، ثم بعث الله سيلًا في الليل فحمله، وكان قد أعطى الله عهدًا أن لا يمسه مشرك تنجسًا منه. فلهذا أكرمه الله باحتمال السيل إياه، فكان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يقول: عجبًا لحفظ الله العبد في حياته وبعد مماته.

وكان لعاصم ولد اسمه محمد، وأمه هند بنت مالك، ومن ولد محمدٍ الأحوصُ الشاعرُ، وهو عبد الله بن محمد بن عاصم (٢).

خالد بن البُكَير بن عبدِ يَاليل بن كِنانة شهد بدرًا وأحدًا، وقتل في هذا اليوم، وله أربع وثلاثون سنة.


(١) "السيرة" ٢/ ١٦٩ - ١٧١.
(٢) انظر "الطبقات الكبرى" ٣/ ٤٢٨.