للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيروزج وكان له ابن صغير فقال: والله لو اتخذتُ هذا لابني، وذكر بمعناه (١).

واختلفوا في اسمها:

فقال الضحاك: تشايع بنت حنانا (٢). وقال السُّدي: شايع بنت شايع.

فأرسل داود إلى منزلها فسأل عنها، فقيل: هي زوجة أُوريا فقال: وأين زوجها؟ قيل: في الغزاة مع أيوب بن صوريا ابن أخت داود، وكان قد بعثه غازيًا إلى البلقاء. فيزعمون أن داود كتب إليه قدِّمْ أُوريا بالتابوت ومن تقدَّم به لا يحلُّ له أن يرجع حتى يفتح الله على يديه أو يستشهد، فبعث به ففتح له، فكتب أيوب إلى داود يعرفه، فكتب إليه: قدِّمه ثانيًا وثالثًا، فقدَّمه فقتل. فلما انقضت عدَّتها تزوجها داود. وقال ابن الكلبي: فهي أم ابنه سليمان (٣).

[ذكر دخول الملكين عليه]

قال وهب: فلما دخل بها لم يلبث أن دخل عليه الملكان في يوم عبادته فجاءةً، فمنعهما الحرس فتسورا عليه المحراب، فما شعر بهما إلا وهما جالسان بين يديه. قال مقاتل: فذلك قوله تعالى: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ﴾ [ص: ٢٢] لأنهما هجما عليه في محرابه بغير إذنه، وأقام الحرس ولم يكن يومَ الحكومة ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ﴾ وفي معناه قولان:

أحدهما: نحن خصمان.

والثاني: كخصمين أو مثل خصمين، فسقطت الكاف ومثل، وقام الخصمان مقامهما ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ﴾ أي: بالعدل ﴿وَلَا تُشْطِطْ﴾ أي: لا تَجُر ولا تخف ﴿وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ﴾ أي: وسط الطريق، ثم بيَّنا له المراد فقال: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ [ص: ٢٣] وقيل: إن داود قال لهما تكلَّما.

فإن قيل: فكيف أوجب الأخوَّة بين الملائكة ولا مناسبة بينهم لأنهم لا ينسلون؟


(١) "التوابين": (١١).
(٢) في تفسير الثعلبي ٨/ ١٨٦، وعرائس المجالس ٢٨٢: تشايع بنت شايع امرأة أوريا بن حنان.
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٢٨٢. و"التوابين" ص ٤٣.