للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فخرج من النُّخَيلة ومعه الأدِلّاء من أهل الحيرة، حتى نزل الأنبار، فتحصّن منه صاحبُها، فأرسل إليه المثنى: أنزل فأنت آمنٌ على دمك وقريتك (١)، حتى ترجع سالمًا إلى حصنك، فنزل، فقال: أريد دليلًا إلى بغداد لأعبر منها إلى المدائن، فبعث معه دليلًا، وأخرج لهم الطعام والعلف، وسار حتى قَرُب من بغداد فنزل، وسار في الليل، فصبَّحهم وهم في أسواقهم، فوضع فيهم السيف، فقتل [وأخذ الأموال]، وقال لأصحابه: لا تأخذوا إلا الذهب والفضة، ومن المتاع ما يقدر أحدكم على حمله، ففعلوا، وحملوا من الأموال ما أعجزهم حملُه، وعادوا غانمين (٢).

قال سيف: وكان أهلُ الأنبار قد نقضوا العهد بعد خالدٍ، فأمّنهم المثنى، فأرسلوا إليه بالإقامة عند ذهابه إلى بغداد وعند عوده. وقد ذكرنا أنَّ المثنى أغار على سوق بغداد في أيام خالد بن الوليد، فتكون غارتين.

وحجّ بالناس عمر بن الخطاب، وعند مرجعه من الحج جهّز الجيوش إلى العراق، وقيل: لم يَحجّ في هذه السنة لاشتغاله بتجهيز الجيوش، وبعث عبد الرحمن بن عوف فحجّ بالناس، ثم حج عمر بعد هذه السنة مدّةَ خلافته.

وكان على الطائف عثمان بن أبي العاص الثقفي، وعلى اليمن يَعلي بن مُنْية، وعلى الشام أبو عبيدة، وعلى العراق المثنى بن حارثة، وعلى البحرين العلاء بن الحضرميّ، وعلى القضاء علي بن أبي طالب ﵇.

وفيها توفي.

الأَخْنَس

واسمه أُبيّ بن شَريق بن عمرو الثقفي، أسلم يوم الفتح، وسُمّي الأخنس لأنه أشار يوم بدر علي بني يربوع بالرجوع إلى مكة (٣)، فرجعوا ولم يشهدوا بدرًا، فسلموا من


(١) في (أ) و (خ): وقومك، والمثبت من (ك).
(٢) تاريخ بغداد ١/ ٢٦، والمنتظم ٤/ ١٥٠.
(٣) في السيرة ١/ ٢٨٢ و ٦١٩، وطبقات ابن سعد (١٠٧٧) الخانجي، والمنتظم ٤/ ١٥٢، والإصابة ١/ ٢٥ أنه رجع ببني زهرة.