للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان المهديّ (١) قد أعطى مروانَ بن أبي حَفْصَةَ على قصيدته التي يقول فيها:

طَرَقَتْك زائرةٌ فحَيِّ خيالها (٢)

مئةَ ألفِ درهم، فأراد المهديُّ أن يَنْقُصَ سالمًا من المئةِ ألف، فحلف لا يأخذُ إلَّا مئةَ ألفٍ وألفَ درهم، وقال: تُطرح القصيدتان إلى أهل هذا الفنِّ ليُخْبروه بتقدُّم قصيدتي، فأَعطاه المهديُّ مئةَ ألفِ درهمٍ وألف درهم، فلمَّا عاش إلى زمان الرَّشيد، قال قصيدتَه التي يقول فيها: [من الكامل]

قد بايع الثَّقلانِ مَهْديَّ الهُدى … لمحمَّد بن زُبيدةَ ابنةِ جعفرِ (٣)

فحشت زبيدةُ فاه جوهرًا ودُرًّا، فباعه بعشرة آلافِ دينار.

ذكر وفاته:

مات وخلَّف مالًا بقيمة ستَّةٍ وثلاثين ألفَ دينار، وقيل: خمسون ألفَ دينار، ولم يكن له وارث، فأَودعها أبا السَّمْراء الغسَّاني، فبقيت عنده، فغنَّى إبراهيمُ الموصليُّ الرشيدَ يومًا، فأَطربه، فقال له: سَلْ ما شئت، فقال: أسألكُ شيئًا لا يَرْزَؤك، قال: وما هو؟ قال: مات سَالمٌ وله عند أبي السمراءِ كذا وكذا دينارًا، أُريدها، فدفعها إليه، وكان الجمَّاز وأبوه يدَّعيان أنَّهما وارثاه، فقدما بعد ذلك يطلبان الميراث.

العباسُ بن محمَّد

ابن عليِّ بن عبد اللهِ بن عباس، أبو الفضلِ، الهاشمي، أخو السفَّاح [و] المنصور لأبيهما، وأمُّه أمُّ ولد.

وُلد سنةَ ثماني عشرة. وقيل: سنةَ إحدى وعشرين، أو اثنتين وعشرين ومئة.

ولَّاه أبو جعفرٍ دمشقَ والشَّامَ كلَّه، ووَلي المَوْسِمَ ومكةَ لهارون، وولَّاه الجزيرة، وكان من رجالاتِ بني هاشم.


= ٢٨٥ - ٢٨٦. والبيت الثاني سيذكره المصنف في ترجمة الأمين ضمن بيتين منسوبين لأبي الهول الحميري.
(١) في (خ): مروان، ولعلّه سبق قلم.
(٢) سلف في ترجمة مروان في وفيات سنة ١٨٢ هـ، ص ٣٠ من هذا الجزء.
(٣) الأغاني ١٩/ ٢٧٩، تاريخ بغداد ١٠/ ٢٠٠، المنتظم ٩/ ١٢٣، وفيات الأعيان ٢/ ٣٥١.