للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المصنف : [وجرت لي معه واقعة عجيبة] (١)، كنتُ ليلةَ كلّ جُمُعة أزوره، وانقطعتُ عنه مُدَّة [بسبب غلق داره في بعض الأوقات] (١)، فرأيتُ في المنام كأَنَّ قبره في رَوْضةٍ خضراء، وهو معمول بالفَصِّ الأخضر، وليس هو من جنس فصوص الدُّنْيا، فطربتُ لحُسْنه ورونق المكان، فَهَتَفَ بي هاتفٌ، وقال: لو رأيتَ ما في باطن القَبْر. قلتُ: وما في باطنه؟ قال: الدُّرُّ والياقوت والمَرْجان، وما يستغني عن قراءة كتاب الله تعالى، فانتبهتُ وفهمتُ الإشارة، فأنا في كلّ ليلة أقرأ ما تيسَّر من القرآن، وأهديه إليه، وإلى أَهْلي وأصحابي ومعارفي. فرضي الله عنه رضي الأبرار، وجمعني وإياه في دار القرار، فقد كان محسنًا إليَّ، [ومتفضلًا عليَّ، خدمني بنفسه وجاهه وماله، وجمع لي بين خيري الدنيا بتفضله وإفضاله] (١).

[فصل: وفيها تُوفِّي

البدر الجَعْبري (٢)

والي قلعة دمشق، أقام واليًا لها مدة، وكان ذا مروءة، خدم الظاهر بحلب وغيره، وحمل إلى بالس، فدفن عند أهله].

كافور بن عبد الله (٣)

شِبْل الدَّوْلة، الحسامي، خادم سِتّ الشَّام.

كان عاقلًا، دَيِّنًا، صالحًا، له حرمة وافرة في الدَّوْلة، ومنزلة عالية عند الملوك، بني مدرسة على نهر ثورا لأصحابِ أبي حنيفة وتُرْبة، ووَقَفَ عليهما الأوقاف، ونقل إليهما الكُتُبَ الكثيرة، وفَتَحَ للنَّاس طريقًا من الجبل إلى دمشق قريبة عند العقارات على طريق عين الكرش، وبنى المصنع الذي على باب الزُّقاق وخانكاه الصُّوفية إلى جانب مدرسته، ومصنعًا آخر عند المدرسة، وله صدقاتٌ دارَّة، وإحسان كثير، وتوفي في


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة في "المذيل على الروضتين": ١/ ٣٩٦، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٣) له ترجمة في "المذيل على الروضتين" ١/ ٣٩٢ - ٣٩٣، وفيه تتمة مصادر ترجمته.