بن أبي العاص السَّهْمي، صحابي شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وهو أوَّل من وَليَ القضاء بمصر، وكان جوادًا شريفًا صاحبَ ضِيافةٍ، وهو أوَّلُ مَن بنى بمصر دار ضيافةٍ للناسِ.
وقال يزيد بن [أبي] حبيب: كتب عمرُ بنُ الخطاب إلى عمرو بن العاص: أن افرِض لمَن قِبَلَك ممَّن بايع تحت الشجرةِ في مئتين من العطاء، وافرِضْ لخارجة بن حُذافةَ في الشوفِ لشجاعته، وافرِضْ لعثمان بن قيس لضيافته (١).
وليس في الصحابةِ مَن اسمُه عثمان بن قيس غيرُه، وله صُحْبةٌ وليس له رِواية.
عمرو بن عُتبة بن فَرْقَد بن حَبيب السُّلَمي
من الطبقة الأولى من التابعين، وأبوه عُتبة من الصحابة، كان يتولى الولايات، وكان يَسألُ ابنَه عمرو أن يُولّيه شيئًا منها فلا يَفعل، زُهدًا ووَرعًا، وكان يقول: يا بُنيّ، ألا تُساعدني على ما أنا فيه من العمل؟! فيقول: يا أبه، إنما أَعمل في فِكاك رَقَبتي، فبكى أبوه وقال: يا بني، إني أحبك حُبَّين: حبًا للَّه وحبَّ الوالد للولد، وكان قد أعطاه أبوه سبعين ألفًا فأنفقها في سبيل اللَّه، فلم يُبق منها درهمًا.
وقال مولى لعمرو بن عُتبة: رآني عمرو وأنا مع رجل، وهو يقع في آخر، فقال لي: وَيْحك، نَزّه سَمعَك عن استماع الخَنا، كما تُنزِّه لسانَك عن القول؛ فإن المُستَمع شريكُ القائل، وإنما نظر إلى شرِّ ما في وِعائه فأفرغه في وِعائك، ولو رُدَّت كلمةُ سَفيهٍ في فيه لسَعد بها رادُّها، كما يَشقى بها قائِلُها.
وكان يَخرج على فَرسه ليلًا، فيَقِفُ على القبور فيقول: يا أهلَ القبور، طُويت الصُّحف، ورُفعت الأقلام، ثم يَنزل فيَصِفُّ قدَميه، ويبكي ويُصلّي، حتى يَطلع الفجر، ثم يَرجع فيَشهد صلاةَ الصُّبح.
(١) طبقات ابن سعد ٩/ ٥٠٢، والمنتظم ٤/ ٣٤١، والإصابة ٢/ ٤٦٤.