قلت: وعَفراء بنت عبيد [أمّ] صاحب هذه الترجمة هي التي شهد لها بدرًا سبعُ بنين مُسلِمين، وقد ذكرناهم في غزاة بدر.
فصل وفيها توفّي.
أبو لُبابةَ
ابنُ عبد المنذر بن رفاعة بن زَنْبر بن أمية، من الطبقة الأولى من الأنصار [من] بني عمرو بن عوف، وقيل: اسمه بَشير، وإنما اشتهر بكنيته، وأمه نسيبة بنت زيد بن ضُبَيعَة، من بني عمرو بن عوف.
شهد أبو لبابة المشاهدَ كلّها مع رسول الله ﷺ ما عدا بدرًا، فإنه ردّه رسول الله ﷺ لما خرج إلى بدر من الرَّوحاء، واستعمله على المدينة، وضرب له بأجره وسَهْمه، فكان كمن شَهدها، وقد ذكرناه. وشهد أُحدًا، واستخلفه رسول الله ﷺ على المدينة أيضًا حين خرج إلى غزوة السَّويق، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف يوم الفتح.
وهو الذي ربط نفسه إلى سارية لما قال لبني قُرَيظة: الذَّبح الذّبح، ثم تاب الله عليه، وفي الصحابة آخر يُقال له أبو لبابة من بني أسلم.
وقد روى أبو لُبابة بن عبد المنذر الحديثَ عن رسول الله ﷺ.
ذكر أولاده: كان له من الولد: السّائب وأمُّه زينب بنت خِذام أنصارية، ولُبابَة وبها كان يُكنى، تزوّجها زيد بن الخطاب فوَلَدت له، وأمُّها نسيبة بنت فَضالة أنصارية.
وكان لأبي لُبابة أخوان: مُبَشّر ورفاعة لأبيه وأمه، شهد مُبَشّر بدرًا، وقُتل يومئذ شهيدًا، قتله أبو ثور، وأخوه رفاعه قُتل يوم أحدٍ شهيدًا (١)، وقد ذكرناه، وهذا ما انتهى إلينا.
* * *
(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٢٢ و ٤٢٣، والمعارف ٣٢٥، والاستيعاب (٣١٢٣)، وتلقيح فهوم أهل الأثر ١٩١ و ٢٨٠، والاستبصار ٢٧٦، والإصابة ٤/ ١٦٨.