للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقف الخانات ميمنةً وميسرةً، وغازي فِي القلب، واقتتلوا، فصدمهم عسكر حلب صدمةَ رجلٍ واحد، فانهزموا لا يلوون على شيء، وتبعهم الحلبيون يقتلون ويأسرون، وأُخذت أثقال غازي وعسكره وأغنام التركمان وخيلهم ونساؤهم، وكانوا خلقًا عظيمًا، وبِيعَ الفرس بخمسة دراهم، ورأس الغنم بدِرْهم، ونُهبت نَصِيبين، وسُبي نساؤها، وكانت قد نهبت مرارًا مقدار سبع عشرة مرة من المواصلة والخوارزمية وعسكر ميافارقين وماردين، وعاد غازي إِلَى مَيَّافارقين، وتفرقت الخوارزمية، ثم اجتمعوا على نَصِيبين، ثم رحلوا، فنزلوا رأس عين، فقتلوا أهلها ونهبوا الأموال وسبوا النِّساء، وفعلوا بالخابور كذلك، ونهبوا أغنام التركمان.

وفيها جاء إِلَى غازي منشور بخِلاط وأعمالها مع شمس الدِّين النَّائب بالرُّوم، فتسلَّم غازي خِلاط وما فيها.

وفيها تُوفِّي

كمال الدِّين، أَحْمد (١)

ابن صدر الدين شيخ الشيوخ بغَزَّة فِي صفر عن ستٍّ وخمسين سنة، وبنى عليه أخوه معين الدين قُبَّة على جانب الطَّريق، وكان قد كسره الجواد بعسكر النَّاصر داود، وقيل: إنه سُمَّ، وكتب إِلَى ابنِ عمه سعد الدين: [من البسيط]

لو أنَّ فِي الأرض جنَّاتٍ مزخرفةً … تحُفُّ أركانَها الولْدان والخَدَمُ

ولم تكن رَأْيَ عَيني فالوجودُ بها … إذْ لا أراكَ وجودٌ كلُّه عَدَمُ

الإِمام المستنصر بالله (٢)

أبو جعفر منصور بن محمَّد الظَّاهر.


(١) له ترجمة فِي "التكملة" للمنذري: ٣/ ٥٩٨، و"المذيل على الروضتين": ٢/ ٦٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) له ترجمة فِي "التكملة" للمنذري: ٣/ ٦٠٧، و"سير أعلام النبلاء": ٢٣/ ١٥٥ - ١٦٧، و"المذيل على الروضتين" ٢/ ٦٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.