للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاسم، ويُلقَّب بالمأمون، فوثب عليه ابنُ أخيه يحيى بن علي فخنقه في سنة إحدى عشرة، فكانت مدةُ ولايته أربعَ سنين، ثم ولي يحيى بن علي، ولقَّب نفسَه بالمُستعلي، وكنيتُه أبو إسحاق، ثم قُتِلَ سكرانَ في هذه السنة، وقام بعدَه عبد الرحمن بن هشام، ولقَّب نفسَه بالمستظهر بالله وبالمستكفي، والمعتمد أيضًا، وعادت دولةُ بني أمية، فوثب عليه الجند في سنة ثماني عشرة فقتلوه، وانقطعت دولة بني أمية عن الأندلس، وسنذكرهم إن شاء الله تعالى.

وحجَّ بالناس في هذه السنة من بغداد أبو الحسن محمد بن الأقساسي، و [لم يعُدْ إلى العراق، بل] عاد إلى الشام؛ خوفًا من العرب، فإنهم وقفوا له على الطريق.

وفيها تُوفِّي

الحسن (١) بن الفضل بن سَهْلان

أبو محمد، وزير سلطان الدولة، وهو الذي بنى سورَ الحائرِ عند مشهدِ الحسين ، وقد ذكرنا ما جرى عليه [مع مشرِّف الدولة بواسط والقبض عليه]، وسملَه وحملَه إلى بغداد وحبسَه، فقُتِلَ في حَبْسِه في شعبان (٢)، وعمره ثلاث وخمسون سنة، وكان جوادًا، [إلَّا أنه أخطأ الرأي لمَّا ولَّاه سلطان الدولة العراق في قطع أرزاق الأتراك، وكان سببًا لهلاكه.

وفيها تُوفِّي

زيد بن عبد الله بن محمد (٣)

أبو الحسن، التنوخي، البلُّوطي، كان يسكن أكواخ بانياس يتعبَّد فيها، ثم سكن دمشق، ومات بها، ودُفن بباب كيسان، حدَّث عن أستاذه إبراهيم بن مهدي بن حاتم البلُّوطي بكتاب "الجوع والعطش"، وروى عنه أبو علي الأهوازي، وكان ثقةً.


(١) في المنتظم ١٥/ ١٥٩: الحسين، والترجمة فيه باختصار، والمثبت موافق لما في النجوم الزاهرة ٤/ ٢٥٩، والوافي بالوفيات ١٢/ ٢٠١، والبداية والنهاية ١٢/ ١٦.
(٢) في (م) و (م ١): بغداد.
(٣) تاريخ دمشق ١٩/ ٤٤٧ - ٤٤٨.