للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونادى لسان الكون في الأرض رافعًا … عَقيرتَهُ في الخافِقَينِ ومُنْشدا

أَعُبَّاد عيسى إنَّ عيسى وحزْبه … وموسى جميعًا يخدمون محمَّدا (١)

من أبيات.

ووقع الصُّلْح بين الكامل والفرنج يوم الأربعاء تاسع عشر رجب، وسار بعضُ الفرنج في البر، وبعضهم في البحر إلى عكا، وتَسَلَّم الكامل دمياط، ووصلتِ العساكرُ الشَّرقية والشَّامية، وقد أخذ الكامل دمياط.

وحَجَّ بالنَّاس ابنُ أبي فراس، ومعه كتابٌ إلى مكَّة والمدينة بإعادة وليِّ العَهْد أبي نَصْر إلى العهد، وكَتَبَ إلى الآفاق بذلك.

وعاد المعظم إلى الشَّام، وأقام الأشرف بمِصْر عند الكامل، فغيَّر الله القلوب، وصارا متصافيين، واتَّفقا على المعظم.

وولى المعظم الجمال المِصْري قضاء دمشق، وقرأ منشوره بهاءُ الدِّين بنُ أبي اليُسْر [في شهر رجب] (٢).

وفيها تُوفِّي

إسماعيل بن عبد الله (٣)

أبو طاهر، الأنماطي المحدِّث.

سمع الكثير، ولقي الشيوخ، وتوفي بدمشق ثالث عشر رجب، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية عند المُنَيْبع، وصلَّى عليه شيخنا موفق الدِّين بجامع دمشق، والفخر بن عساكر بباب النَّصر، والجمال المصري عند قبره. أسمع الأنماطي بمصر البوصيري، وابن المقدسيّ شيخنا، وبدمشق من بركات بن إبراهيم الخشوعي، ورحل إلى العراق، فسمع بواسط أَبا الفتح بن المندائي، وابن عبد السميع الهاشمي وغيره، وقرأ على


(١) قال أبو شامة: وبلغني أن وقت الإنشاد أشار عند قوله عيسى إلى المعظم، وعند قوله موسى إلى الأشرف، وعند قوله محمدًا إلى الكامل، وهذا من أحسن شيء اتفق. "المذيل على الروضتين": ١/ ٣٤٦.
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).
(٣) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ٧٩ - ٨٠، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٤٨، وفيه تتمة مصادر ترجمته.