للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا المدينة بل البادية، وكان يغزو مع النبي ثم يرجع إلى بلاد قومه، وكانت له بدمشق [دار] وبقيَّةٌ (١).

وقال أبو الفرج الأصبهاني (٢): كان العباس فارسًا شاعرًا، شديد العارضة والبيان، سيدًا في قومه من كِلا طرفيه، وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وأمه الخنساء بنت عمرو بن الشريد.

ذكرُ رجوع رسول الله من الجِعِرانة إلى المدينة

وأقام بالجِعِرانة ثلاث عشرة ليلة، وخرج منها ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعْدة ليلًا، فأحرم من مُصَلّاهُ، فلم يزل حتى دخل مكة واستلم الركن، ويقال: إنه لما نظر إلى البيت قطع التلبية وأناخ راحلته عند باب بني شيبة، ودخل وطاف ثلاثة أشواط يرمل فيها وتمم طوافه، ثم خرج فسعى بين الصفا والمروة على راحلته، وحَلَق رأسه عند المروة أبو هند عَبْدُ بني بياضة، وقيل: حلقه خِراش بن أمية، ولم يَسُقْ رسول الله هَدْيًا، ثم خرج من مكة فسلك على الجِعِرانة، ثم على سَرِف حتى انتهى على مَرِّ الظهران. واستعمل على مكة عتَّاب بنَ أَسِيد وقال له: "استعملتك على أهل الله" وخلَّفَ معاذ بن جبل وأَبا موسى الأشعري يُعَلِّمانِ الناسَ القرآنَ والفِقْهَ، وأقام الحج في هذه السنة عتاب بن أسيد، وحج ناس من المسلمين والمشركين على مُدَّتِهم (٣).

وقدم رسولُ الله المدينة يومَ الجمعةِ لثلاثٍ بَقيْنَ من ذي القعدة.

وفيها: تزوجَ رسولُ الله الكلابيةَ، واسمها: فاطمة بنت الضحاك، وقيل: عَمْرَةُ بنت يزيد بن عُبَيْد بن كِلاب، وقيل: العالية بنت ظبيان، وقيل: هي التي استعاذت منه فقال لها: "الحقي بأهلك"، فكانت تقول: أنا الشقيةُ. وقيل: إنها من بني بكر بن


(١) هكذا جاء في نسخنا، وجاء في "الطبقات" ٥/ ١٦٢: ولم يسكن العباس بن مرداس مكة ولا المدينة، وكان يغزو مع النبي ويرجع إلى بلاد قومه، وكان ينزل بوادي البصرة وكان يأتي البصرة كثيرًا، وبقية ولده ببادية البصرة وقد نزل قوم منهم البصرة. وما بين معقوفين زيادة من "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٤٠٣.
(٢) "الأغاني" ١٤/ ٢٩٤.
(٣) "المغازي" ٣/ ٩٥٩ - ٩٦٠.