للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال الحافظ: حدَّث عن أبيه وجده، وقد روى الحديث عن عثمان بن علّان الذهبي وغيره، وروى عن السُّميساطي جماعةٌ منهم الخطيب أبو بكر وأبو القاسم النسيب وغيرُهما]، وأثنى عليه ابن ماكولا وقال: كان متقدمًا في علم الهيئة والهندسة، فاضلًا في فنون كثيرة.

[السنة الرابعة والخمسون وأربع مئة]

فيها في المُحرَّم ورد الخبر بأن صاحب مصر قبض على أبي الفرج بن المغربي وزيره، [واستوزر أبا الفرج البابلي، ثم ردَّ ابن المغربي]، إلى كتابة الجيش، وهي رتبته قبل الوزارة، ولم يكن قبله وزير يُعزَلُ فيعود إلى قديم تصرُّفه.

وفيه ولد صاحِبُ مصر الأمير مكين الدين.

وفي يوم الخميس تاسع عشر صفر خرج أبو الغنائم بن المحلبان إلى باب السلطان طُغْرُلْبَك بإجابة الخليفة إلى الوصلة.

ذكر السبب:

كانت الكتب قد وردت من السلطان إلى بغداد وواسط والبصرة بإدخال اليد في إقطاع الخليفة والحاشية، وكانت الأطراف بتعديد ما فعل من الجميل دفعة [بعد دفعة] (١) وما كان من المقابلة من ردِّ عميد الملك وأعيان الدولة خائبين من الوصلة، وخرج الكلام إلى ما ينافي قانون الطاعة ومقتضى الخدمة وقطع المكاتبة إلى الخليفة، وكان من جملة ذلك كتاب إلى قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني: من شاهنشاه المعظَّم ملك المشرق والمغرب، وذكر ما جرَتْ به العادة، وقال من جملته: وقاضي القضاة وإن كانت أوقاتُه مقصورة على العلم وتدريس الفقه فهو مندوبٌ إلى ما يؤدِّي إلى حسم الخلاف، وتمهيد أسباب الأسلاف، ولمَّا عاد الشيخ الجليل عميد الملك إلى حضرتنا شرح من حُسنِ سَمْتِه وهَدْيه وتجرُّدِه في إدراك ما طلبناه وخطبناه ما ازددنا ثقةً به، وهو يعلم أن تلك الوصلة لم تكن عن جفوة حتى يستوجبَ بها قبيحَ المكافأة على جميع ما قدَّمناه من المآثر، ولا يخفى ما قدَّمناه من أنواع الاهتمام، وأوحيناه من


(١) هذه الزيادة من (ف)، والمنتظم ١٦/ ٧٢.