من مكانٍ واحدٍ، فقال عمرو: هذا فتحُ باب النصر والظَّفر.
فأقاموا على تلك الحال شهر صفر وشهريْ ربيعٍ لا يصلُ أحدٌ من الفريقين إلى الآخرْ فكتب المسلمون إلى أبي بكرٍ يستمدونه فأمدَّهم بخالدِ بن الوليد من العراق، فوافاهم خالدٌ في شهر ربيع الآخر على ما ذكرنا.
وقال الواقدي: وافاهم خالدٌ قبل أن ينزلوا اليرموكَ، وإنما كان أبو عبيدة وشُرَحبيل بن حسنة على بُصرى، فوافاهم خالدٌ هناك فلما فصلوا عن بُصرى نزلوا اليرموك.
وكان مع خالد لما قدم من العراق تسعةُ آلافٍ فصار المسلمون في ستةٍ وثلاثين ألفًا، وجاءهم عكرمةُ وفُلّالُ خالد بن سعيد بن العاص في عشرة آلاف، فصار المسلمون في ستة وأربعين ألفًا ففرحوا وقويت قلوبُهم.
وكان الروم نحوًا من ثلاث مئة ألفٍ منهم ثمانون ألفًا قد قُرِنوا بالسلاسل. وقيل: كان جملةُ الروم مئتين وستين ألفًا.
وقال الهيثم: كتب إليهم أبو بكرٍ: انزلوا اليرموكَ واجتمعوا كما قال عمرو بن العاص، وعسكِروا بمكانٍ واحدٍ، فلن يُؤتى مثلكم عن قِلَّةٍ، واللَّهُ ناصر من ينصرُه، وليصل كلُّ أميرٍ منكم بعسكره، وأذكوا الحرسَ والعيون والطوالع.
وكتب إلى خالد: سِرْ من العراق إلى الشام، واستخلف المثنى بن حارثة. فسار خالدٌ ووافاهم في شهر ربيع الآخر.
وقال هشام: فجهَّز إليهم هرقل جيشًا كثيفًا عليه بطريق يُقال له: ماهان. فطلع عليهم وبين يديه الشمامسة والرهبانُ والقُسس يُحرِّضونهم على القتال، فوافى قُدومُه قدوم خالدٍ فقال خالد: أنا له فالتقوا، وتحركت الروم من منزلها، فقاتلهم الأُمراءُ وقاتل خالد بن الوليد ماهان، فانهزم وقُتل من أصحابه خلق عظيم.
[قصة اليرموك]
قال علماءُ السِّير كابن إسحاق والواقدي وهشام وسيف بن عمر وغيوهم، قالوا: لما هزم خالد بن الوليد ماهان وألجؤوا الرومَ إلى الخنادق، خرجت الرومُ على تعبئةٍ لم