للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفَوْقي دِلاصٌ ذاتُ شَكٍّ حصينةٌ … كأنَّ قَتِيرَيها عيونُ الجَنادبِ (١)

وإمَّا تَرَينِي قَلَّ مالي فقُلُّهُ … لدفع خطوب جمَّةٍ ومعائبِ (٢)

إذا قلَّ مالي لم أَلُذْ (٣) بذوي الغنى … ولكن أخشِّنُ الحوادثَ (٤) جانبي

وإنْ بلدةٌ نأَتْ (٥) عليَّ طِلابُها … صرفتُ لأخرى رحلتي وركائبي

وإنْ مرَّ من دهرٍ عليَّ حوادثٌ … تشيب النواصي بعد شيبِ الحواجِبِ

فلستُ إذا ما الدَّهْرُ أحدثَ نكبةً … بأخضعَ ولَّاجٍ بيوتَ الأقارب

صُحَار بن عبَّاس (٦) العَبْدي

[ذكر المدائني أنه] وفدَ على معاوية، وكان أزرق، فقال له معاوية: يا أزرق. فقال: خير البُزَاة الزُّرْق. فقال [له]: يا أحمر. فقال: [خير] الذهب الأحمرُ (٧). فقال له: ما هذه البلاغةُ فيكم يا عبد قيس؟ فقال: شيء يعتلجُ في صدورنا، فنَلْفِظُه كما يلفِظُ البحرُ الزَّبَد. قال: فما رأسُ البلاغة؟ قال: أن تقولَ ولا تُخطئ، وتعجلَ ولا تُبطئ.

ثم وصف قبيلتَه وقال: ومنَّا عبد الله بن سوار (٨)، خرج في أربعة آلاف إلى ثغر السِّنْد، فلم يُوقِدْ أحدٌ في عسكره نارًا بطعام، حتى أتى البلاد. ورأى يومًا في عسكره نارًا، فقال: ما هذه النار؟ فقيل له: امرأةٌ ولدَتْ؛ اتخذوا لها خبيصًا. فأمَرَ أن يُطْعَمَ العسكر كلُّهم الخَبِيص ثلاثةَ أيام.

وأما صعصعة بن صُوحان فأبلغُ أهل زمانه.


(١) دِلاص: صفة للدِّرْع، يقال: دِرْع دِلاص، أي: ملساء ليّنة، والقَتير: رؤوس مسامير الدروع. والجنادب جمع جُندب. وهو نوع من الجراد. ينظر "القاموس".
(٢) في "المؤتلف والمختلف" ص ٧٩: لدفع خصوم جمَّة ونوائبِ.
(٣) في "المؤتلف والمختلف": أُلَعْ.
(٤) في المصدر السابق: أُنَحِّي للحوادث.
(٥) في المصدر السابق: أعيت.
(٦) كذا في (ب) و (خ) و (م): عباس. وقال العسكري في "تصحيفات المحدثين": صحار بن عياش. وقال خليفة في "الطبقات" ص ٦١: صحار بن عياش، ويقال: بن عباس.
(٧) من هذا الموضع، وحتى ترجمة يزيد بن الأسود، ليس في (م). وما سلف بين حاصرتين منها.
(٨) في (ب) و (خ): سور (والكلام ليس في م). والمثبت من "أنساب الأشراف" ٤/ ١٤٠ - ١٤١، والخبر فيه.