للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاغفرْ له اللهمَّ إن كان فَجَرْ

فقال عمر: اللهم اغفرْ لي وله، وحمله (١).

وخرج رجل اسمُه كِلاب مجاهدًا إلى الشام، وله والدان كبيران، فقال أبوه: [من الوافر]

تركتَ أباك مُرْعَشَةً يداه … وأمَّك ما تُسيغُ لها شرابا

إذا غَنَّتْ حمامةُ بطْنِ فَجٍّ .... على بيضاتها ذكسرتْ كِلابا

وبلغ عمرَ رضوان اللَّه عليه الشعرُ، فكتب إلى يزيد بن أبي سفيان أن سَرِّح كلابًا، فلما قدم قال له: كن مع أبوَيْك حتى يَموتا أو تموت (٢).

فصل قصة نصر بن حجَّاج

قرأتُ على أبي القاسم عبد المحسن بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيبُ بالموصلِ في سنة خمسٍ وستٍّ مئةٍ، قلتُ له: أخبركم والدك أبو الفضل عبد اللَّه بن أحمد، وعمُّك أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي، قالا بإسنادهما عن أبي بكرٍ محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، وكانت قِراءة الكِنْدي على الخرائطي بمكة في المسجد الحرام سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاثِ مئةٍ، قال الخرائطي بإسناده عن محمد بن الجَهْم بن عثمان بن أبي الجهم، عن أبيه، عن جَدِّه، وكان على ساقة غنائم خيبر حين افتتحها رسول اللَّه قال: بينما عمر يطوف ليلة في سِكَّةٍ من سِكَكِ المدينةِ إذ سمع امرأةً؛ وهي تَهتف في خِدْرِها وتقول: [من البسيط]

هل من سبيلٍ إلى خَمْرٍ فأشربَها … أم هل سبيلٌ إلى نَصْرِ بن حجَّاجِ

إلى فتًى ماجدِ الأعراقِ مُقْتَبلٍ … سهلِ المُحيّا كريمٍ غيرِ مِلْجاجِ

نَمَتْهُ أعراقُ صِدْقٍ حين تَنْسبُه … أخي حِفاظٍ عن المكروه فرَّاجِ

فقال عمر: أرى معي في المِصْرِ رجلًا تهتِفُ به العواتقُ في خِدْرِها -أو في


(١) تاريخ الطبري ٤/ ٢٠٣، وأنساب الأشراف ٩/ ٧٦.
(٢) تاريخ دمشق ١٤/ ٦١٧ (مخطوط)، وأخرجه عبد الرزاق (٢٠١٢٥)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٣٩) و (٢٤٠)، والفاكهي في أخبار مكة (١٩٧٦)، وأبو الفرج في الأغاني ٢١/ ٩ - ١١، والقالي في أماليه ٣/ ١٠٨. ومن قوله: وحضر بين يديه عام الرمادة. . . إلى هنا ليس في (ك).