فيها في صفر قَبض عضد الدولة على أبي الوفاء طاهر بن محمَّد، وحُمل إلى قلعة الماهكي، ثم قُتل بعد وفاة عضد الدولة.
وفي ربيع الآخر فُتح المارستان الذي أنشأه عضد الدولة بالجانب الغربي من بغداد، وهو القائم الآن، ورتَّب فيه الأطباء والمعالجين والوكلاء، وحُملت إليه الأشربةُ والأدوية والفُرش وغيرها.
وفي شوال توفي عضد الدولة، وأُخفي خبرُه، وكتمه خواصُّه كتمانًا اجتهدوا فيه، واستَدْعَوا صمصامَ الدولة ابنَه إلي دار المملكة، وأخرجوا عهدًا من عضد الدولة بتوليته واستخلافه.
وكان في العهد: قد قَلَّدْنا أَبا كاليجار المرزبان بن عضد الدولة ولايةَ عهدنا، وخلافَتنا على الممالك والأعمال، والله يختار لنا وله حُسنَ الخيرة … وذكر بمعناه.
وبويع على ما في العهد، والتمسوا من الطائع العهد والخِلَع، فكتب به، وبعث إليه بالخلع واللواء.
وجلس صمصام الدولة، وقرئ العهد بين يديه، واستمرَّ الحال على إخفاء موت عضد الدولة إلى أن تمهَّد أمرُ صمصام الدولة، واجتمعت الكلمة على طاعته، ثم خَلع على الأميرين أبي الحسين أَحْمد وأبي طاهر هارون شاه (١)، وحُملا على فرسين بمركبي ذهب، وخرجا إلى شيراز للنظر في أمورها.
وكان عضد الدولة لما مات خاف صمصام الدولة من أخيه أبي الحسين أَحْمد فاعتقله، وكانت والدته ابنة نادر ملك الدَّيلم، فخافهم صمصام الدولة، وعزمت أمُّه على كبس دار صمصام الدولة، وتلبس ثيابَ الرجال، وتأتي معها بالديلم فتُخَلِّص ابنَها.