وهل عذباتُ الرَّمْلِ من أيمنِ النَّقا … تميلُ إلى نحوي مع الوُرْقِ عُودُها
سقى الله أيَّامي بها كلَّ مُزْنَةٍ … يصوبُ ثراها بالحيا ويجودُها
ورَدَّ ليالينا بجرعاءِ مالك … فقد طالما ابيضَّتْ من العَيشِ سودُها
أرى الأرضَ والأوطانَ فيها فسيحةً … وما يستميلُ القَلْبَ إلا زرودُها
[السنة الثانية عشرة وست مئة]
فيها خرج وجه السَّبع من بغداد بالعسكر إلى هَمَذَان للقاء منكلي، مملوك السُّلْطان أزبك، وكان قد عصى على مولاه وعلى الخليفة، وقطع الطَّريق، وسَفَكَ الدِّماء، وأخذ المال. وكَتَبَ الخليفةُ إلى ابن زين الدين، والظَّاهر، والعادل، وغيرهم، يطلب العساكر، فجاءته من كلِّ مكان، وجعل ابنَ زين الدين مقدَّمها، وجاء أزبك وجلال الدين مقدَّم الإسماعيلية، وجمع منكلي جموعًا كثيرة، والتقوا قريبًا من هَمَذَان، فكانت الدَّبْرة على منكلي، قُتِلَ من أصحابه ستة آلاف، ونهبوا أثقالهم، وحال الليل بينهم، فَصَعِدَ منكلي على جبل وابن زين الدين والعساكر في السهل، وأوقد منكلي نارًا عظيمة، وهرب في الليل، فأصبح النَّاس وليس له أثر، وقتل بعد ذلك.
وفيها أخذ خوارزم شاه محمَّد غَزْنة من تاج الدين مملوك شهاب الدين الغوري بغير قتال.
وفيها قدم مسعودي الجوادي رسولًا من الأشرف إلى الخليفة، فالتقاه الموكب، وكان معه نَسْرٌ رباه الملك الأشرف للخليفة، فعُلِّق النَّسْر بباب البَدْرية، ونُثِرَ عليه دنانير.
وفيها أخذ ابن لاوين أَنْطاكية من الفرنج في يوم الأحد رابع عشرين شوال [وكنت في ذلك اليوم قد جلست عند الملك بحلب في دار العدل، فلما انقضى المجلس نزلت من المنبر، فقام الظاهر والتقاني، وأجلسني إلى جانبه، ودفع إلى بطاقة جاءته من حارم تخبره بذلك](١)، ثم عاد إبرنس طرابُلُس بعد ذلك أَخَذَها منه.