فيها في المُحرَّم جلس الخليفةُ جلوسًا عَامًّا لتلقيبِ الملك أبي كاليجار والخَلْعِ عليه، وحضر الوزيرُ كمالُ الملك ووجوهُ الحواشي والقضاةُ والشهودُ والأشرافُ والعلماءُ، وحضرَ الوزيرُ عميدُ الدولة أبو سعد، وتقدَّم الوزيرُ كمالُ الملك وقال للخليفة: العبد ملكُ الملوك شاهنشاه الأعظم يسأل مولانا ما سبق به الإنعام في معنى المَرْزُبان ابن أخيه، فقال: نفعل. وأُحضِرتِ الخِلَعُ المعهودة، وقُرئ عهدُه على ما جرت به العادة.
وفي شعبان صاهر أبو كاليجار مسعود بن محمود [بن سُبُكْتِكين] على أخت مسعود، ومضى الرسلُ إلى غَزْنة، وقيل: إنما كان العقدُ لسعيد بن مسعود على ابنةِ أبي كاليجار، وكان يومًا مشهودًا.
[وحكى ابن الصابئ عن] بعض الرسل: دُعينا إلى باب مسعود بغَزْنة، فشاهدنا بالباب أصنافَ العساكر، وملوكَ جُرجان وطبرستان وخراسان والهند [والسند] والترك، وقد أُقيمت الفِيَلَةُ عليها الأسِرَّة والعَمَاريات الملبَّسة بالذهب، مرصعةً بأنواع الجواهر، ودخلنا وإذا بأربعة آلاف غلام وقوفٌ سِماطين، وفي أوساطهم مناطق الذهب [والفضة]، وبأيديهم أعمدة الذهب، ومسعودٌ جالسٌ على سريرٍ من الذهب لم يوضَعْ على الأرض مثلُه، وعليه الفُرُش الفاخرة، وعلى رأسه تاجٌ مُرصَّعٌ بالجواهر واليواقيت، وقد أحاط به الغِلمانُ الخواصُّ بأكمل زينة، ثم قام مسعود فانتقل إلى سِماطٍ من فضة عليه خمسون خِوانًا من الذهب، على كلِّ خُوان خمسة أطباق ذهب، فيها أنواعٌ من الأشربة، فسقاهم الغِلمانُ، ثم قام مسعود إلى مجلس عظيم الأقطار فيه ألف دَسْتٍ من الذهب، وأطباقٌ كبارٌ خَسْروانيةٌ فيها الكِيزان، وعلى كلِّ طبق زَرافةُ ذهب، وأطباقٌ كبارٌ ذهب، فيها المسك والعنبر والكافور، وأشجار الذهب [والفضة] مرصعةٌ بالجواهر واليواقيت، وشموعٌ من ذهب، في رأس كل شمعة قطعةٌ من الياقوت الأحمر، يلمع كلمعان النار، وأشجارُ العود قائمةٌ بين ذلك، وفي آخر المجلس رحًى من الذهب يطحن المسك والكافور والعنبر، [وفي جانب المجلس بحيرةٌ في جوانبها