للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الجواهر والعنبر] (١) والفصوص واللؤلؤ شيء يقصر الوصف [عنه]. وذكر أشياء أُخَر تُحيِّر الأسماع. [قلت: فما بقينا ولا بقوا].

وبعث مسعودٌ خادمًا ليتسلَّم البيت، وأكرم الرسلَ وردَّهم، فمات الخادم والرسل قبل أن يصلوا إلى شيراز، [وهذا من العجائب].

وفيها سأل جلالُ الدولة الخليفةَ أن يُلقِّبَ ابنَه لقبًا، فلقَّبه الملك العزيز، وكان مقيمًا بواسط، وبرز إلى ملك بني بُوَيه.

وفيها استولى الغُزُّ على هَمَذان وما قاربها، واستفحل أمرُهم.

وفيها استولى بنو سلجوق على خراسان والجبال، وهرب مسعود بن محمود منهم إلى غَزْنة، واقتسموا البلاد.

ذِكْرُ بدايتهم:

أصلُهم تركمان، ينزلون في الخركاوات (٢) بالبراري من وراء النهر، فزوَّجَ سلجوق ابنتَه من رجل يُعرف بعلي تِكين، فأفسد على محمود بن سُبُكْتِكين البلادَ بالنهب والغارات، فقصدهما محمود، فأمَّا عليٌّ فأفلِتَ، وأمَّا سلجوق فأسره، وبقي طُغْرُلْبَك -واسمه محمد بن ميكائيل بن سلجوق- في أربعة آلاف خَرْكاة ينتقلون من مكان إلى مكان، فلمَّا توفي محمود اشتغل ابنُه مسعود بلذَّاته وغرق فيها، ولم ينظر في الأمور، فاجتمع إلى طُغْرُلْبَك خلق عظيم من التركمان، فورد نيسابور وقد استولى عليها اللصوص فهذَّبها، ومال إليه المستورون وأحبُّوه، فسار إلى مسعود فهزمه، واستولى على خراسان، وولَّى أخاه داود مرو وسَرْخَس وبَلْخ، وابنَ عمه الحسن بن موسى هَراةَ وبُوشَنج وسِجِسْتان، وولَّى أخاه لأمه إبراهيم ينَّال دهستان، وقصد بنفسه الريَّ، فوقع على دفائن كثيرةٍ فتقوَّى بها، وسنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وفيها جلس الخليفةُ، وخلع على قاضي القضاة أبي عبد الله الحسين بن علي بن ماكولا عُقيب ما جرى على أخيه من النكبة، وقُرئ توقيعٌ جميلٌ في أمره بمحضرٍ من


(١) هذه الزيادة والتي بعدها من (ف) وحدها.
(٢) الخركاوات جمع خَركاة: وهي الخيمة الواسعة، وتقدمت مرارًا.