للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالبلد، فأقاموا شهرين ومُقدَّمُ عسكر بهاء الدولة (١) بالقنطرة يمدُّهم بالإقامات، وسار بهاء الدولة يطوي البلاد، حتى قَدِمَ شيراز، وقَدَّم في مُقدِّمته الوزيرَ الموفقَ، فخرج إليه أبو نصر بن بختيار فقاتلَه، فهزمه الموفَّق، وتفرّق بنو بختيار، فصار أبو نصر إلى بدر بن حسنويه هو وأخوه أبو القاسم، ثم صار أبو نصر إلى قزوين وبلاد الدَّيلم، وأبو القاسم إلى البَطيحَة عند مهذَّب الدولة، وكتب الموفق إلى بهاء الدولة بالفتح، فسار حتى دخل شيراز، وجاءه الدَّيلم من كل مكان، وقبلَ أن يدخُلَ الدارَ وقف تحت القلعة التي على باب شيراز، وأنزل كما أختَ صَمصَام الدولة وردَّها إلى دارها، وقد كان بختيار اعتقلها، وكان الموفَّق يدلُّ على بهاء الدولة دائمًا ويتجنَّى عليه، وبهاء الدولة يداريه ويحتمله.

وفيها استولى أبو القاسم محمود بن سُبُكْتِكين على أعمال خراسان بعد أن هزم عبدَ الملك بن نوح والسامانية، وأقام الدعوةَ للقادر، بعد أن كانت للطائع، وكتَبَ إلى بغداد كتابًا بالفتح.

و [في هذه السنة] (٢) حجَّ بالناس [أبو الحارث] محمد بن محمد بن عمر، وكان في الحجِّ الشريفان الرضيُّ والمرتضى، فاعترضَ الرَّكبَ أبو الجراح الطائي، فأعطوه تسعة آلاف دينار من أموالهما، وأطلق الحاجَّ.

وفيها توفِّي

[يحيى بن [علي بن محمد]

ابن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين] (٣) بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الزيدي، سمع الكثير، [وحدَّث عن أبي بكر بن مجاهد وغيره]، وخرج إلى الشام، فاجتاز بسيف الدولة بن حمدان بحلب، فأكرمَه وأقطعَه أرضًا بشَيزر (٤)، ثم قدم


(١) بعدها في (ب): وزمرة، وكان بدر الدين حسنويه مدة إقامة بهاء الدولة.
(٢) ما بين حاصرتين من المنتظم ١٥/ ١٥، والخبر فيه.
(٣) ما بين حاصرتين من تاريخ دمشق ٦٤/ ٣٤٥، والترجمة فيه.
(٤) المثبت من تاريخ دمشق، وتحرفت في جميع النسخ إلى: شيراز. وشَيزَر: كورة قرب معرة النعمان، معجم البلدان ٣/ ٣٨٣.