للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره: [من المنسرح]

ما حكَمَ الحُبُّ فهو ممتثَلُ … وما جناهُ الحبيبُ محتمَلُ

تهوى وتشكو الضَّنى وكلُّ هوًى … لا يُنْحِلُ الجسمَ فهو مُنْتَحَلُ

[السنة الأربعون وأربع مئة]

فيها رجع الغُزُّ من بلاد الروم إلى أذربيجان بالغنائم التي ذكرناها، وكان معهم إبراهيم يَنَّال.

وفيها تُوفِّيت زوجةُ الخليفة أختُ الأمير أبي نصر بن بُوَيه، وجلس رئيسُ الرؤساء في صحن السلم للعزاء، وقُطِعَ ضربُ الطبل بدار المملكة أيام العزاء.

وفيها تَمَّ سور شيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وارتفاع حائطه عشرون ذراعًا، وله عشرة أبواب، وقبل القاضي عبد الله بن ماكولا شهادةَ القاضي أبي يعلى الفرَّاء.

وفي شعبان خَتَنَ الخليفةُ ابنَه أبا العباس محمد [بن القائم] ويلقب بالذخيرة، وذُكِرَ اسمُه على المنابر، ولم يَلِ الخلافة (١).

وفيها ولَّى المستنصرُ دمشقَ القائدَ طارق الصقلي، فكان عليها ناصر الدولة الحسن بن الحسين بن حمدان، فقبض عليه وبعث به إلى مصر، ثم صرف المستنصر طارقًا في سنة إحدى وأربعين وولَّاها عدة الدولة رفق المستنصري، ثم صرفه عنها وبعث به إلى حلب، ثم وليها حيدرة بن الحسين بن مفلح، ويُعرَفُ بأبي الكرم المؤيد، فأقام واليًا عليها تسع سنين إلى سنة خمسين وأربع مئة.

ولم يحجَّ أحدٌ من العراق.

وفيها تُوفِّي

الحسن بن عيسى (٢)

ابن المقتدر بالله، أبو محمد، الهاشمي، ولد في المُحرَّم سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث، وكان عاقلًا، فاضلًا، ديِّنًا، صالحًا،


(١) هذه الأخبار بمعناها في المنتظم ١٥/ ٣١٣ - ٣١٤.
(٢) تاريخ بغداد ٧/ ٣٥٤ - ٣٥٥، والمنتظم ١٥/ ٣١٤ - ٣١٥، والأنساب ١١/ ٤٣٨.