للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشعث ويزيد بنَ حاتم، فانهزم إلى أذربيجان، فوثب جماعةٌ ممن كان معه فقتلوه، وأتوا برأسه إلى يزيد بن حاتم، فقال لهم: ويحكم! وثق بكم، وأمَّنَكم على نفسه وخنتموه؟! فضرب أعناقَهم، وبعث برأس جمهور إلى أبي جعفر (١).

وقيل: كانت هذه الوقعة سنة ثلاث وأربعين ومئة.

وفيها خرج ملبّد بن حرملة الشَّيباني بالجزيرة، وتَبِعَه خلقٌ كثير، وبعث إليه أبو جعفر جيوشًا وهو يهزمُها، وكان في نفر يسير هزم عسكر الجزيرة، وعسكر الموصل، ويزيد بن حاتم المهلّبي، والمهلهل بن صفوان، وزياد بن مشكان، وسار إليه حُمَيد بن قحطبة وهو على الجزيرة والتقوا فهزمه ملبّد، فدخل بعضَ الحصون، فصالحه حُمَيد على مئة ألف درهم حتى كف عنه، وأقام حاكمًا على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان.

وقال الواقديُّ: إنما كان خروجُ ملبّد في سنة ثمان وثلاثين.

وحجَ بالناس إسماعيل بنُ علي وهو على الموصل، وكان على المدينة زياد بنُ عُبيد الله، وعلى مكة العباس بنُ عبد الله بن معبد، ومات في آخر السنة، فأضاف أبو جعفر مكة إلى زياد، وكان على الكوفة عيسى بنُ موسى، وعلى البصرة سليمان بنُ عليٍّ، وعلى خراسان أبو داود، وعلى مصر صالح بنُ عليٍّ، وعلى الجزيرة حُمَيد بن قحطبة وملبّد متولي عليها (٢).

[فصل] (٣) وفيها توفي

صفوان بنُ صالح

ابن صفوان، أبو عبد الله الدمشقيُّ، ولد سنة ست وتسعين، وكان زاهدًا عابدًا، فقيهًا على مذهب أهل العراق، وكان يؤذِّن بجامع دمشق وداره بربض باب الفراديس.

أسند عن سفيان بن عيينة وغيره، وروى عنه الإِمام أحمد رحمة الله عليه وغيره،


(١) انظر أنساب الأشراف ٣/ ٢٧٨ - ٢٨٠، وتاريخ الطبريّ ٧/ ٤٩٥، وفيهما جمهور بدل جمهور.
(٢) في (د): على معظمها، والمثبت من (خ).
(٣) ما بين حاصرتين من (د).