للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشدُّ من فاقة الزَّمانِ … وقوفُ حُرٍّ على هوانِ

فاسترْزِقِ اللهَ واسَتْعِنْهُ … فإنَّهُ خيرُ مُستعانِ

وإنْ نبا منزلٌ بِحُرٍّ … فمِنْ مكانٍ إلى مكانِ

عبد العزيز بن علي بن الحسن (١)

أبو القاسم، الشَّهْرزوي، المالكي، عابر الأحلام، كان عالمًا فاضلًا، قدم دمشق وحدَّث بها، وكتب من علم التفسير عشرة آلاف ورقة، ودخل المغرب غازيًا، فقتلته الروم بمكان -يقال له: بُونة- شهيدًا.

سمع خلقًا كثيرًا، وكان ثقةً، أنشد ليعقوب بن إسحاق الكندي: [من المتقارب]

أنافَ الذُّبانى على الأرؤُسِ … فغَمِّضْ جفونَكَ أو نَكِّسِ

وضائِلْ سوادَكَ واقبِضْ يديكَ … وفي قعرِ بيتِكَ فاستجْلِسِ

وعندَ مليكِكَ فابْغِ الهدى … وبالوَحْدةِ اليومَ فاستأْنِسِ

فإنَّ الغنى في قلوب الرجالِ … وإنَّ التعزُّزَ بالأنفُسِ

وكائِنْ ترى من أخي عُسْرةٍ … غنيٍّ وذي ثروةٍ مُفْلسِ

ومن قائمٍ شخصُهُ ميِّتٍ … على أنَّه بعدُ لم يُرمَسِ (٢)

علي بن منصور (٣)

[الحاكم]، أبو الحسن، الظاهر لإعزاز دين الله، صاحب مصر، ولد بالقاهرة ليلة الأربعاء لعشرٍ خَلَوْن من رمضان سنة خمس وتسعين وثلاث مئة، ووَلِيَ الأمرَ يوم عيد النحر سنة إحدى عشرة وأربع مئة، وله ستَّ عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام بترتيب [عمَّته ستِّ الملوك، وكان سخيًّا، سمحًا، جوادًا، عاقلًا، أزال الرسوم التي جدَّدها أبوه الحاكم إلى خيرٍ وعدلٍ في الرعية، وأحسَنَ السيرة، وأعطى الجندَ والقُوَّادَ


(١) تاريخ دمشق ٤٢/ ٣٤٨ - ٣٤٩ (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق). وصُوِّب منه نسبة: الشهرزوري، فقد وقعت في (خ) و (ف): المهرزوري.
(٢) في (خ) و (ف) يغمس، والمثبت من تاريخ دمشق، ويُرمَس: يوضع في الرمس، وهو القبر.
(٣) الترجمة في المنتظم ١٥/ ٢٥٥.