للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حصاةٌ، فوصلت إلى صِماخه، فأسهرت ليلَه، ونَغَّصتْ عيشةَ نهاره، وعجز الأطباء عن استخراجها، فقال الحسن: فأين أنتَ من دعوة العلاء بن الحَضْرميّ التي كان يدعو بها؟ فدعا بها، فخرجت الحصاةُ من أُذنه ولها طنينٌ، فضربت الحائط (١).

أسند العلاء الحديث عن رسول اللَّه ، وتوفي العلاءُ في سنة سبعَ عَشْرة، وقيل: سنةَ خمس عشرة، والأوَّل أصحُّ (٢).

عمرو بن عَبَسة

ابن خالد بن حُذيفة السُّلَميّ، من الطبقة الثالثة من بني سُلَيم، أسلم قديمًا بمكّة، ورجع إلى بلاد قومه، ثم قَدِم المدينة بعد خيبر، وأقام بها حتى تُوفّي رسول اللَّه ، فخرج إلى الشام، فشهد اليرموك، وكان أحد الأُمراء يومئذٍ، ثم نزل حمص، فأقام بها حتى توفي بها سنة سبع عشرة، وشهد مع رسول اللَّه الطائف ورمى إليه بأَسهم، وكان يقول: رميتُ قصرَ الطَّائف بستة عشر سهمًا، وكان يقول: أنا رابعُ أربعة في الإِسلام، وكنيتُه أبو نَجيح.

حديث إسلامه: قال عمرو بن عَبَسة: فَكَّرتُ في آلهة قومي، وإذا بها حجارةٌ لا تضرُّ ولا تَنفع، فعلمتُ أن ذلك باطل، فلقيت رجلًا من أهل تيماء، فقلتُ: إني امرؤٌ ممَّن يَعبدُ الحجارة، فينزل الحيّ ليس معهم إله، فيخرج الرجل منهم، فيأتي بأربعة أحجار، فيَنصِبُ ثلاثةً لقِدره، ويَجعلُ أحسنَها إلهًا يَعبُده، ثم لعله يَجد ما هو أحسن قبل أن يَرتحل، فيأخُذه ويتركه، فقال: يَخرج رجل من أهل مكة، يَرغب عن آلهة قومه، فاتَّبعْه فإنه على الحقّ.

فكنتُ آتي مكة، فاسألُ عنه، وأتجسَّسُ (٣) الأخبار، حتى قالوا: حدث رجلٌ يَرغبُ عن آلهةِ قومه، فتلطَّفتُ حتى رأيتُه، فقلتُ له: مَن أَنْتَ؟ فقال: "أنا نبيٌّ أرسلني


= الصفوة ١/ ٦٩٥ - ٦٩٦.
(١) صفة الصفوة ١/ ٦٩٦ - ٦٩٧.
(٢) انظر في ترجمة العلاء: المعارف ٢٨٣ - ٢٨٤، والاستيعاب (١٩٨٦)، وتهذيب الكمال (٥١٥٠) وفروعه، والسير ١/ ٢٦٢، والإصابة ٢/ ٤٩٧ - ٢٩٨.
(٣) في صحيح مسلم (٨٣٢)، وبقية المصادر: أَتَخبَّرُ الأخبار.