للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا في مسانيد عبد الله بن مسعود، فقيل: روى عن النَّبيِّ ثمان مئة حديث وثمانيةٍ وأربعين حديثًا، وقيل: نيِّفًا وثلاث مئة، وقيل غير ذلك.

وروى عنه جماعةٌ من الصّحابة، منهم: ابن عباس، وابن عمر، وأبو موسى، وعمران بن حُصين، وأنس بن مالك، وابن الزُّبير، وجابر بنُ عبد الله، وأبو سعيد، وأبو هريرة، وأبو رافع مولى النبيّ ، وأبو أُمامةَ الباهلي، وأبو جُحَيفة، ووَابِصة بن مَعْبد، وأبو واقد اللّيثي، وأبو شُرَيح الخُزاعي، وعَمرو بن حُرَيث، وقُرَّة بن إياس، والبراء بن عازب، وأبو الطُّفَيل عامر بن واثلة، في خلقٍ كثير.

وأمَّا من التّابعين فالجَمُّ الغَفير، منهم: الأسود بن يزيد، وعَلقَمة بن قيس، والرَّبيع بن خُثَيم، وأبو وائل شَقيق بن سَلَمة، وزِرُّ بن حُبَيش وغيرهم.

ولما دخل علي رضوان الله عليه الكوفة ورأى هؤلاء قال: لقد تَركَ ابنُ مسعود هؤلاء سُرُجَ هذه القرية.

وروى ابن مسعود عن النَّبيِّ أنَّه خطَّ خطًّا مُربَّعًا، وخطَّ خطًّا وَسَط الخطِّ المربَّع، وخُطوطًا صِغارًا إلى جنب الخطِّ الذي وَسَط الخطِّ المربَّع، وخطًّا خارجًا من الخطِّ المربّع، وقال: "هل تدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا الإنسان، الخطُّ الأوسط، وهذه الخُطوط التي إلى جَنبِه الأعْراضُ؛ تَنْهَشُه من كلِّ مكان، إن أخطأه هذا أصابَه هذا، والخطُّ المربَّعُ: الأَجَلُ المحيطُ به، والخطُّ الخارجُ الأَمَلُ". انفرد بإخراجه البُخاريّ (١).

وفيها تُوفيّ.

عبد الرحمن بنُ عَوف

ابن عبد [عَوف بن عبد بن] الحارث بن زُهْرة بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب، يلتقي مع رسول الله في النَّسب عند مُرَّة بن كعب، وقُتل أبوه عوفٌ بالغُميصاء في الجاهلية، قتله بنو جَذيمة.

وأمه الشِّفاء بنت عَوف بن عبد بن الحارث بن زُهرة، وقيل: صفية بنت عبد مَناف بن زُهرة، والشّفاء لَقَبٌ لها، وهي ابنةُ عمّ أبيه، أسلمتْ وبايعتْ رسولَ الله ، وأمُّها سلمى


(١) مسند أحمد (٣٦٥٢)، وصحيح البُخاريّ (٦٤١٧).