للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتًى يستجيرُ المُلكُ إن صرخَتْ بهِ الْـ … حوادِثُ أو حنَّتْ عليهِ خُطوبُ

ومَنْ يكْشفُ الغَّماءَ عنهُ بعَزْمةٍ … لها في قلوبِ النائباتِ وجيبُ

محمد بن أحمد بن محمد (١)

أبو الحسن، ابن رزْقويه، البغدادي، البزَّاز، وُلدَ سنة خمس وعشرين وثلاث مئة في ذي الحِجَّة، ودرسَ الفقهَ، وسمعَ الحديثَ فأكثر، وكان شيخًا ثقةً صدوقًا، كثيرَ السماع والكتابة، حسنَ الاعتقاد، جميلَ المذهب، مُديمًا لتلاوة القرآن، شديدًا على أهل البدع، وكُفَّ بصرُه وقال: واللهِ ما أُحِبُّ الحياةَ في الدنيا لكسبٍ ولا تجارةٍ، ولكن لذكر الله، ولقرائتي الحديث.

ودخل بعضُ الوزراء بغداد، ففرَّق مالًا كثيرًا، وبعث إلى الناس وإليه، فقبلوا كلُّهم إلا ابن رَزقويه، فإنَّه تورَّع وشرُفَتْ نفسُه فلم يقبَلْ منه شيئًا.

وتوفِّي يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى، ودُفِنَ بمقبرة باب الدير عند معروف، وصلَّى عليه ابنُه أبو بكر.

محمد بن الحسين (٢)

ابن محمد بن موسى، أبو عبد الرحمن، السُّلَمي، النيسابوري، شيخ شيوخ الدنيا في زمانه، وأوحَدُ الفُضلاء والعُلماء، ولد بنيسابور وبها نشأ، طاف الدنيا شرقًا وغربًا، ولقي الشيوخَ والأبدال، وإليه المرجع في علوم الحقائق والسنن والسير وغيرها، وله المصنفات الحِسان، ككتاب "التفسير على لسان أهل الحقائق" و"طبقات الصوفية" و"السنن" و"الأمثال" و"الاستشهادات" وغير ذلك، وبنى للصوفية دارًا بنيسابور في آخر عمره، وبها قبره.

وقال أبو القاسم القشيري (٣): كنتُ يومًا بين يدَي أبي علي الدقاق، فجرى حديثُ أبي عبد الرحمن السُّلمي، وأنه يقوم في السماع موافقةً للصوفية، فقال أبو علي:


(١) تاريخ بغداد ١/ ٣٤١ - ٣٤٢، والمنتظم ١٥/ ١٤٨ - ١٤٩. وينظر السير ١٧/ ٢٨٥.
(٢) تاريخ بغداد ٢/ ٢٤٨ - ٢٤٩، والمنتظم ١٥/ ١٥٠ - ١٥١، والأنساب ٧/ ١١٣، واللباب ٢/ ١٢٩، وطبقات الأولياء ص ٣١٣ - ٣١٥، وينظر السير ١٧/ ٢٤٧.
(٣) الرسالة القشيرية ص ٣٧٢ - ٣٧٣.