للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأظهر مذهب الأشعري، وثارت عليه الحنابلة، [وكان يجري بينه وبين زين الدين بن نُجَيَّة العجائب من السِّباب، ويكفِّر بعضُهم بعضًا، وكان قد أُعطي منازل العِزّ، فدرَّس بها مذهب الشافعي] (١)، وكان جبَّاهًا بالقبيح، دخل يومًا على العادل، وعنده وزيره ابن شُكْر، فقال للعادل: أنت فِرْعون وهذا هامانك، فأقامه العادل.

و [حكى لي مشايخ مصر، قالوا:] (١) دخل يومًا على الملك العزيز وكان قد تَرَكَ شُرْبَ الخمر وتاب، فوجده قَلِقًا، فقال: ما لك قلقًا؟ أحضرِ السَّاعة الخمر واشرب، فَشُرْبُك خيرٌ من توبتك، فلما خرج قال العزيز: أنا الواعظ لا هذا.

وكان قليلَ البضاعة في الوعظ، وإنما كان ينتسبُ ويدَّعي دعاوى عريضة، أنشد يومًا [للمتنبي]: [من الكامل]

أنا صخرةُ الوادي إذا ما زوحمتْ … فإذا نطقتُ فإنني الجَوْزَاءُ

فكتَبَ إليه بعضُهم رقعةً: أنت صخرةُ الوادي، أما الجوزاء فلا، [وكانت وفاته في ذي القعدة، ودفن بالقرافة] (١).

و [بلغني أنَّه] (١) سُئِلَ: أيُّما أفضلُ دم الحسين أو دم الحلاج؟ فقال: قطرةٌ من دمِ الحسين أفضلُ من مئةِ ألف دم مثل دم الحلاج، فقال السائل: فَدَمُ الحلاجِ كَتَبَ على الأرض: الله، الله، ولا كذلك دم الحسين، فقال: المتَّهم يحتاجُ إلى تزكية.

قال المصنف : وهذا الجواب صحيح [إن لو ثبت أن دم الحلاج كتب الله، ولم يصح، والدم نجس، فكيف يكتب الله؟!] (٢)، وكانت وفاة الطُّوسي في ذي القَعْدة، ودفن بالقَرَافة.

[السنة السابعة والتسعون وخمس مئة]

فيها استناب الخليفة نصير الدين [ناصر ابن] مهدي في الوزارة، وأَذِنَ للقاضي ابنِ الشَّهرزوري في الخروج من بغداد.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في (ح): "إذ لو ثبت ذلك لم يصح"، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).