للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخر فاقبلهُ، فدفعتُ إليه ما كان معي وانصرفتُ إلى منزلي، وإذا بربَّة البيت قلقة، فحدَّثتُها الحديث، فقالت: ألم أقل لك: اتكل على جدِّهم؟ فدفعتُ لها ما كان لها، فدَعت وفرحت (١).

توفيت شجاع بالجعفرية لستٍّ خلون من ربيع الأول (٢)، والمتوكِّل غائبٌ، فصلَّى عليها ابنه محمد المنتصر، ودُفِنت عند الجامع، وخلَّفت من الذهب خمسة آلاف ألف دينار وخمسين ألف دينار، ومن الدراهم كذلك، ومن الجواهر ما قيمتُه ألف ألف دينار، وكذا من العقارات والمتاع والأثاث وغيره.

وقال جعفر بن عبد الواحد الهاشمي: دخلتُ على المتوكِّل لمَّا توفيت أمُّه فعزَّيتُه، فقال: يا جعفر، ربَّما قلتُ البيتَ الواحد، فإذا جاوزتُه خلَّطتُ، وقد قلت: [من الطويل]

تذكَّرتُ لمَّا فرَّقَ الدهرُ بيننا … فعزَّيت نفسي بالنبيِّ محمَّدِ

فأجازه بعض من حضر، وقال:

فقلتُ لها إنَّ المنايا سبيلُنا … فمن لم يمت في يومه ماتَ في غدِ (٣)

شُعَيب بن سَهْل بن كثير

أبو صالح الرازيّ، ويعرف بشعبويه.

ولَّاه المعتصم قضاء بغداد على عسكر المهدي، ثمَّ عُزِل.

وكان يقول بخلق القرآن، وكان الإمام أحمد يقول: أخزاهُ الله، كان يرى رأيَ جهم بن صفوان (٤).

وكان قد كتبَ على باب مسجدِه وفي المحراب: القرآنُ مخلوق، فجاءتِ العامَّةُ إلى


(١) المنتظم ١١/ ٣٤٧ - ٣٤٩.
(٢) في المنتظم ١١/ ٣٥٠: ربيع الآخر. وذكر الطبري في تاريخه ٩/ ٢٣٤، والمسعودي في مروج الذهب ٧/ ٢٦٧ - ٢٦٦ أيضًا أنها توفيت في ربيع الآخر، لكن من سنة سبع وأربعين ومئتين.
(٣) المنتظم ١١/ ٣٥٠.
(٤) الجرح والتعديل ٤/ ٣٤٦.