للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكى لي] (١) قال: دخلتُ ليلةً إلى العادل في قلعة دمشق، فخلع عليَّ خِلْعة بطَيْلَسان، فخرجت في الليل، وإذا بنفَّاط قائم، وبيده مشعل، فلما رأى طيلساني ظنَّ أنني القاضي، فمشى بين يدي بالمشعل، فمشيتُ إلى باب البريد أريد الأمينية، فلما وصلتُ إلى دار سيف أخذتُ الطَّيلسان، فجعلته في كُمِّي، وقصَّرت في المشي، فالتفت النفَّاط، فما رأى الطَّيلسان، فقال: يا سيدي أين مشى القاضي؟ فأشرتُ إلى ناحية مدرسة نور الدين، وقلتُ: داره عند المدرسة. فمضى عني، وخلصت منه [ودخلت الأمينية] (١).

وكانت وفاته في ربيع الآخر، ودفن عند مقابر الصوفية.

وقيل: مات سنة تسع وعشرين.

[شمس الدين بن اسفنديار الأمير]

[كان خازنًا في قاسيون، و] (١) كان كيِّسًا، متواضعًا، حَسَنَ العِشْرة، كريم الأخلاق، مليح الصورة، جَوَادًا، من بيت مشهور، وكانت داره مأوى الفضلاء والعلماء والفقراء والأعيان، ودفن بتربته بقاسيون المجاورة لتربة ابن تميرك.

جمال الدَّوْلة بن زويزان (٢)

رئيس قصر حَجَّاج.

كان كيِّسًا، متواضعًا، صاحب مروءة وعصبية، وله صدقاتٌ في السِّرِّ، ودُفِنَ بتربته عند مسجد فلوس.

السنة التَّاسعة والعشرون وست مئة

فيها عاد التتر إلى الجزيرة وحران، ووصلوا إلى جسر بدايا، فقتلوا وأسروا، وسبوا، وخرج إليهم عسكر حَرَّان، فما رجع منهم إلا القليل، وخرج الكامل


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) هو خليل بن إسماعيل بن علي بن علوان بن زويزان، له ترجمة في "تاريخ الإسلام" للذهبي (وفيات سنة ٦٢٨ هـ).